خلاصه ماشینی:
"و من أصبح و أمسی و الآخرة أکبر همه جعل الله الغنی فی قلبه و جمع له امره»(به تصویر صفحه مراجعه شود) فصل اعلم إن ما تناله النفس من حظ فی هذه الدنیا یقع منه أثر فی القلب،و هو من تأثیر الملک و الطبیعة،و هو السبب فی تعلقه بالدنیا و کلما ازداد التلذذ بالدنیا،اشتد تأثر القلب و تعلقه بها و حبه لها،إلی أن یتجه القلب کلیا نحو الدنیا و زخارفها،و هذا هو منشأ الکثیر من المفاسد.
من مفاسد حب الدنیا الکبیرة أنه یمنع الانسان من الریاضات الشرعیة و العبادات و المناسک،و یقوی جانب الطبیعة و یجعلها تعصی الروح و لا تنقاد لها،و یضعف عزم 20 الانسان و ارادته،مع إن واحدا من أکبر أسرار العبادات و الریاضات الشرعیة هو أنها تجعل الجسم و قواه الطبیعیة تابعة و منقادة لروح بحیث تکون إرادة النفس مؤثرة فیها فیأتمر الجسم بأوامر الارادة و یعمل ما تشاء، و یمتنع عمیا تشاء،و یصبح ملک الجسم و قواه الظاهرة مقهورا و مسخرا للملکوت بحیث إنه یقوم بما یرید من دون مشقة و لا عناء-إن من أسرار و فضائل العبادات الشاقة و الصعبة هی أن تکرارل القایم بها سوف یقوی من عزم الانسان و ارادته و یعینه علی التغلب علی الطبیعة البشریة و علی الملک.
إذن،کلما نظرت إلی هذه الدنیا بعین المحبة و التعظیم،و تعلق قلبک بها،ازددت حاجتک بحسب درجات حبک لها،و بان الفقر علی ظاهرک،و تشتتت أمورک و اضطربت،و تزلزل قلبک،و استولی علیه الخوف والهم،و لا تجری أمورک کما تشتهی، و تکثر تمنیاتک و یزداد جشعک،و یغلبک الغمس و التحسر،و یتمکن من قلبک الیأس و الحیرة،کما جاء بعض ذلک فی الحدیث الشریف،فقد روی فی«الکافی»باسناده عن حفص بن قرط،عن أبی عبد الله(الامام جعفر الصادق)علیه السلام أنه قال: «من کثر اشتباکه بالدنیا کان أشق لحسرته عند فراقها»3."