خلاصه ماشینی:
"و من أدبه فی الدعاء بعد ما عاد لقومه من المیقات غضبان آسفا،إذ أخبره الله بأنهم اتخذوا العجل إلها،(و ألقی الألواح،و أخذ برأس أخیه یجره إلیه)استیاء مما صار إلیه قومه و احتجاجا علی أخیه،لعدم ردعه ایاهم عما أقدموا علیه،فأجاب هارون معتذرا:(قال ابن أم)قد بذلت النصح، و أکدت النهی،و استنکرت الفعل،فلم یرعووا عما ارتکبوه،و(ان القوم استضعفونی و کادوا یقتلوننی) حیث تعصبوا لجهلهم،و انقادوا لأهوائهم،(فلا تشمت بی الأعداء)و لا تحاسبنی عما فعلوه،(و لا تأخذ بلحیتی و لا برأسی)(و لا تجعلنی مع القوم الظالمین)و حینئذ رق موسی(ع)له و دعا لنفسه و لأخیه یمتازا عن الظالمین قائلا:( رب اغفرلی و لأخی،و أدخلنا فی رحمتک،و أنت أرحم الراحمین (الاعراف:151)حیث علم ان الغضب الالهی سینال القوم بظلمهم کما قال تعالی: (إن الذین اتخذوا العجل سیناهم غضب من ربهم و ذلة فی الحیاة الدنیا) (الاعراف:152) و من أدبه(ع)فی الدعاء،بعدما آمر قومه بدخول الأرض المقدسة-و کان فیها قوما جبارین- فجبنوا و قال:( یا موسی انا لن ندخلها أبدا ما داموا فیها فاذهب أنت و ربک فقاتلا،إنا ههنا قاعدون )(المائدة:24)فدعا ربه بصیغة جمیلة عبر عنها القرآن: (رب إنی لا أملک إلا نفسی و أخی) (المائدة:25)مکنیا فیها رفض قومه إجابة دعوته،و اطاعة أو امر ربهم،مضمنا إمساکه عن تبلیغهم ثانیة،بعدما جابهوه فی المرة الاولی بالرد القبیح،و القول الشنیع،حیث حرموا رحمة إرشادهم،و نعمة إصلاحهم طالبا منه سبحانه کما ورد فی القرآن قوله:( فافرق بیننا و بین القوم الفاسقین )،(المائدة:25)بعدما یئس من إجابتهم دعوته،و اطاعة أمره."