خلاصة:
إن الخوض في لج البحر لأهون من الخوض في جج نهج البلاغةء يفول الشريف الرضي في مقدمته: (أما كلامه فهو من البحر الذي لا يساجل والجم الذي لا يحافل)ء فبأية مؤونة وبأي رصيد اج هذا البحرء فهو ابلغ واشرف من أن تدرك كنهه العقول و الأفهام لا فيه من آيات التوحيد وال حكمةء وقد حاولت يجهدي المتواضع القراءة والتأمل في نهج البلاغةء والتصفح بين طياتهاء فالنهج ييقى معيئاً ثريا يغتني به الدارسون ولن ينضب ويعطي بقدر الاستعداد والعدةء و محاولة دراسة خطبة من خطبه وفق منهج لساني حديث والتمثل بمعيار (الإحالة النصية) والتي تعد من أهم وسائل الاتساق النصّي باعتبارها وحدة دلالية تقوم بإحكام بنية النص وتجسيد وحدته العامةء فقد احشوت خطبة الإمام علي غلل على كم هائل من التراكيب والصيغ التي يمكن دراستها وفق هذا المنهج اللساني الحديث فهي ذا شأنية كبيرةء وقيمة معرفية أصيلة؛ قال ابن أبي الحديد (أقسم أن هذا الكلام إذا تأمُله اللبيب اقشعر جلده؛ ورجف قلبهء واستشعر عظمة الله العظيم في روعه وخلده› وهام نحوه وغلب الوجد عليهء وکاد أن خرج من مسکه شوقاء وأن يفارق هيكله صبابة ووجداً)؛ مما يجعلها ميدانا خصبا للدراسة والتحليلء فكلما زاد الباحث قراءة فيها ازداد منها اتفاعا؛ ومن هنا كان عنوان البحث: ((الإحالة النتصية وأثرها في تحقيق تماسك النص / دراسة تطبيقية في خطبة الاشباح للإمام علي بن أبي طالب للَن:))ء وقد تداول البحث مفهوم الإحالة في اللغة والاصطلاح . وبيان أثر الإحالة النصية التي تركز على العلاقات اللغوية في النص ذاته فقد تكون بين ضمير وكلمة أو بين كلمة وأخرى أو عبارة وكلمة وتتقسم إلى قسمين: أ إحالة على السابق(قبلية)تعود على مفغسر سبق التلفظ به. ب إحالة على اللاحق(بعدية) تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص» متناوله أدوات الاتساق الإحالية وحضورها في كلام الامام المادي له وهي: ١- الضمائر ٢- اسماء الإشارة ۳- الموصولات