چکیده:
صبغ الشعراء منذ العصر الجاهلي شعرهم بلونٍ من الشكّّ و التشاؤمِ إزاء الحياة حسبما يرون من الشقاوة و البؤس. لعلّنا نستطيع أن نأتي بأبي العلاء المعرّي كنموذج بارز في العصر العباسي. أمّا في العَصر الحديث و مع كثرة الآلام و الصُّعوبات التي أصيب بها الناس فنحن نشاهد لوناً جديداً من التشاؤم الذي له سببٌ غير ما عرفناه في الشعر القديم . لعلّ « عبدالرّحمن شكري» ، خيرُ مثال عَلی ما قَد نَوَيناه. كان شكري رجلاً مرهفَ الحسّ ، معتزلاً عن الناس ، مشتغلاً بنفسه عمّا حوله، منقطعاً عن الأصدقاء لما قد تكبّد منهم من البغضاء و الشنآن ، غائراً في نفسه و قد تبلور جميع هذا في شعره الذي يصوّر لَنا خَبَايا الشاعر أحسن تصوير و تُشَمّ منه رائحة التشاؤم. تسعی هذه المقالة لعرض صورة من التشاؤم فی شعر عبدالرحمن شکري و أيضا تبحث عن جواب لرغبة الشاعر إلی التشاؤم في شعره.
خلاصه ماشینی:
کان شکری رجلا مرهف الحس ، معتزلا عن الناس ، مشتغلا بنفسه عما حوله، منقطعا عن الأصدقاء لما قد تکبد منهم من البغضاء و الشنآن ، غائرا فی نفسه و قد تبلور جمیع هذا فی شعره الذی یصور لنا خبایا الشاعر أحسن تصویر و تشم منه رائحة التشاؤم.
أسئلة البحث هذه المقالة تعالج القضایا التالیة: الأول: کیف کانت مسیرة التشاؤم فی الأدب العربی و من هم أعلام أدب التشاؤم فی العصور المختلفة؟ الثانی: هل لتشاؤم شکری دوافع شخصیة أم هو ولید ظروفه الاجتماعیة و السیاسیة؟ الثالث: ما هی عوامل و مظاهر تشاؤم عبدالرحمن شکری و کیف صورها فی شعره؟ ضرورة البحث: نظرا إلی مکانة عبدالرحمن شکری فی الأدب العربی المعاصر عموما و النقد الأدبی خصوصا و بما أنه کان من رواد الأدب العربی المعاصر و من أوائل الذین أتوا بجدید فی الشعر و النقد و نظرا إلی صبغة شعره المتشائمة و الذی یساعدنا للتعرف علی الحقائق التأریخیة السائدة فترة حیاة الشاعر نری من الواجب القیام بدراسة کهذه لعرض صورة حقیقیة عن شعره.
3- عبدالرحمن شکری 3-1 حیاته کانت حیاة عبدالرحمن شکری سلسلة من الغربة و العزلة عن عالمه ، فقد رأی نور الحیاة فی «بورسعید» بمصر فی الثانی عشر من أکتوبر عام 1886 م ، أی بعد الاحتلال الإنجلیزی لأرض مصر بأربع سنوات و کانت مرارة الهزیمة تسدل ستارا أسود علی نفوس أبناء مصر، کما کانت أرواحهم المکبوتة تبحث عن طریق جدید للکفاح و کان الأدب المصری ینتفض و یوشک أن ینطلق من أسار قیود القرن الثامن عشر و انطلقت فی سماء الشرق العربی أغانی الحیاة و الحب و الأمل .