چکیده:
الفن القصصي من أقدم الفنون النثریة في الأدب العربي. تعتبر الروایة من الانواع الادبیة الحدیثة، فهي الجنس الادبي الاقدر لرصد الواقع المعاصر و معالجته؛ فلهذا أکبّ الکتاب و الادباء علی کتابة الروایة. بين الروائیين المعاصرين قد اشتهر إحسان عبد القدوس برواياته و مجموعاته القصصية. هناك رواية لهذا الکاتب بعنوان «أناحرة»؛ تحکي لنا حياة فتاة تعيش في أُسرة من الطبقة المتوسطة، تعاني هذه الفتاة من القیود التي فرضتها العائلة علی حریاتها و تطلعاتها نحو المستقبل، و الاسرة تمُجّ تلک التطلعات بسبب طابعها التقلیدي؛ فتتخذ الفتاة موقفاً معارضاً تجاههم و تطالب بحقوقها. لقد رکزت هذه المقالة علی دراسة هذه الرواية شکلاً و مضموناً و قامت بعرض و تحليل عناصر القصة فیها باسلوب تحلیلي و نقدي، و العناصر هي: الحبکة و الشخصیات و الرؤیة السردیة و البیئة و المضمون، کما تطرقت الی مضمون الروایة للکشف عن تلك القیود و أسباب معارضة الفتاة، و قد انتهت الی بعض النتائج مرتکزة علی شکل و مضمون الروایة.
خلاصه ماشینی:
لقد رکزت هذه المقالة علی دراسة هذه الروایة شکلا و مضمونا و قامت بعرض و تحلیل عناصر القصة فیها باسلوب تحلیلی و نقدی، و العناصر هی: الحبکة و الشخصیات و الرؤیة السردیة و البیئة و المضمون، کما تطرقت الی مضمون الروایة للکشف عن تلک القیود و أسباب معارضة الفتاة، و قد انتهت الی بعض النتائج مرتکزة علی شکل و مضمون الروایة.
الی جانب ذلک؛ هناک «هرم» علی القاص أن یتبعه فی سرد الاحداث القصصیة من البدایة حتی النهایة؛ وهو کما یلی:( المصدر نفسه : 318): هذه قاعدة عامة؛ و إن اختلف الروائیون فی نوعیة توظیفها أو استبدال بعض عناصرها بعنصر فنی آخر الا أنها ستبقی قاعدة أساسیة فی کتابة القصة و دراسة شکلها و بنائها.
ففی هذه الروایة التی تتکون من تسعة فصول؛ قد اعتمد الکاتب کثیرا علی الطریقة الأولی؛ فهو یرسم «أمینة» و ملامحها منذ بدایة القصة مستعینا بالطریقة الأولی واصفا مظهرها الخارجی وجمالها الفاتن و ما یثیر هذا المظهر من الطمع فی نفوس الرجال و الفتیان، إلی جانب ذلک یتغلغل الکاتب فی عالمها الداخلی لیرسم خفایاها النفسیة و تصرفاتها و علاقاتها الاجتماعیة و ما تحملها من المواقف إزاء الأحداث و الشخوص.
لقد کشفت لنا الروایة عن هذه التقالید البالیة التی فرضت علی البطلة حیاة تقضیها فی جلسات نسائیة و بیوت العرافین و صفوف تعلیم العزف حتی تستعد لیوم الزفاف؛ تزفها العائلة قسرا إلی بیت العریس، کما سلبت منها حقها فی اکمال دراستها؛ لأنها بذلک ستجلب وصمة عار للعائلة.