چکیده:
يُعدُّ الحزن مَعلماً بارزاً في أشعار منزوي وعبدالصبور وله دوافع ذاتية وسياسية. رغم المزيد من القواسم المشترکة التي نستقصيها بين الشاعرين ثمّة فوارق بينهما ومن أبرزها أنّ دور الدوافع الذاتية المثيرة للحزن في نفس منزوي أکبر وأشدّ من البواعث السياسية. زدْ علی ذلک أنّ الحزن في کثير من الأحيان يؤدّي إلی بروز حالة من التشاؤم في نفس منزوي؛ وعلی نقيض ما نجده في منزوي فإنّ الحزن لدی عبدالصبور بات في الأغلب حصيلة المشاکل والخطوب الناجمة عن القضايا السياسية والاجتماعية. ثمّ إنّ الحزن لديه لم يرتقِ إلی مستوی التشاؤم بل تظلّ ملامح التفاؤل طاغية علی شعره. علی أية حال فإنّ أشعار الشاعرين جاءت صورة مختزلة عن حياة الإنسان اليوم بکلّ ما تنطوي عليه من آلامٍ وآمال. يهدف هذا المقال إلی دراسة ظاهرة الحزن في شعر عبدالصبور ومنزوي وذلک بالاعتماد علی المنهج التحليلي والتوصيفي المتّبع للمدرسة الأمريکية
خلاصه ماشینی:
نبرات الحزن فی شعر صلاح عبدالصبور وحسین منزوی(دراسة مقارنة) تاریخ الوصول: 25/1/94 جهانگیر أمیری<FootNote No="10" Text="أستاذ مشارک فی فرع اللغة العربیة وآدابها، جامعة رازی.
زد علی ذلک أن الحزن فی کثیر من الأحیان یؤدی إلی بروز حالة من التشاؤم فی نفس منزوی؛ وعلی نقیض ما نجده فی منزوی فإن الحزن لدی عبدالصبور بات فی الأغلب حصیلة المشاکل والخطوب الناجمة عن القضایا السیاسیة والاجتماعیة.
فالمنهج الذی ینسج مع فحوی هذا المقال هو المنهج الوصفی التحلیلی الذی یعمل علی دراسة ظاهرة الحزن لدی حسین منزوی وصلاح عبدالصبور هادفا للکشف عن وجهات النظر المشترکة الناتجة من خلال النماذج التی توجد بکثرة فی قصائد الشاعرین، ثم الوصول إلی النتائج المرجوة من مغزی الدراسة.
لا تنتهی آثار منزوی عند هذا الحد ولکن المجال لا یستوعب أکثر من هذا، وفیما یلی نستعرض حیاة صلاح عبدالصبور نظرا للدور الهام الذی لعبته أحداث حیاتة فی تنامی هاجس الحزن فی نفسه.
فقد رمز إلی الحمی بالحمرة لحرقتها التی تحاکی لهیب النیران المضطرمة ومن ثم وضعنا الشاعر فی صورة رهیبة، یعیشها کل لیل فی کوابیسه المروعة إثر مرضه حیث یری فیها حیات سامة تلتف حوله ثم تلدغه بألسنتها الحمراء الشوهاء: چو چاه ریخته آواره میشوم بر خویشزبان به رقص درآورده چندشآور سرخ که شب رسیده و ویرانترند خویشپر است چنبر کابوسهایمان از ماران (المصدر نفسه: 301) الترجمة: «أتهاوی علی نفسی کالبئر المنهارة إذ أن المرضی فی آناء اللیل أکثر انهیارا من غیرهم.
لقد تجلت روح الشاعر المتهالکة علی الحریة أثناء کلمات شعره الحزینة وقد یبلغ الحزن فی نفس منزوی حالة تنطوی علی الرؤیة السلبیة أو التشاؤم.