خلاصه ماشینی:
"کما یبدوعلی زکریا تامر فکاهته تغلب علیه الإقذاع والشتم، و بعبارة أخری فکاهته فی معظمها تظهرعلیه الاستهزاء والتهکم والسخریة المباشرة و کما هو المعروف أن الفکاهی ینبغی أن تکون مضحکة إلا أنه محنقا و فی هذا الکلام تلاحظ تناقضا إذ أن الضحک و الفرح نفسه یدل علی ذوق الکاتب وعلی رأی المثل «اقتل بضحک»؛ أی أن الفکاهة تعتبر سلاحا فاتکا لقتل الخصم و زکریا یوظف التراث لهذا الهدف و کشف لنا عن المفاهیم الزائفة التی تحکم حیاتنا الراهنة و التی لو تحکمت فی الحیاة الماضیة لسحقتهم وأهانتهم وحرمتهم من البطولات المضیئة.
أما فی القصة الثانیة باسم «الجالس والواقف» من مجموعة «نداء نوح»، یجلس الشنفری فی إحدی المطاعم لیأکل دجاجا مشویا إلا أن رجال الشرطة یقتادونه إلی المحقق بتهمة خصومته لقبیلة سلامان مؤیدة لنظام الحکم و یقسم الشنفری مؤکدا رفض قتل مائة شخص من أفراد تلک القبیلة و یعاهد الشنفری أن أفراد هذه القبیله أعز من أمه و أبیه و یقول: «إنه شاعر» فیعرض علی المحقق قصیدة مشهورة باسم لامیة العرب وأنه یعد کتابا « لتبیان محاسن الدولة الغراء ...
21 ففی قصة «عنترة النفطی» من مجموعة «نداء نوح» یستبدل الکاتب عنترة العبسی الذی اشتهر ببسالته وغیرته بعنترة النفظی الذی یشتهربالجبن والبخل والثراء حتی أنه یملک أربعة بنوک وقد جمع ثروته الهائلة هذه عبر تهریبه للسلاح والمخدرات وقد تنکر لحبه لعبلة ابنة عمه و وصف حبه السابق بأنه نزوة مراهقین کما تنکر لکل القیم النبیلة التی کان یؤمن بها فی حیاته السابقة.
فی قصة «حکایات جحا الدمشقی» من مجموعة «نداء نوح» المشهور أن جحا عرف بنوادره و فکاهاته فی التراث الشعبی ولکنه یتخذ وجها آخر جادا لدی زکریا و یستغل فی هذه القصة کلمات مضحکة کاریکاتوریه للوصول إلی هدفه."