خلاصه ماشینی:
"ویضیف: "إن القارئ العربی المسلم لن یجد فی هذا الکتاب نفسه وحضارته، وإن کان الهیکل الظاهری هو ذلک، ولکنه سیفید منه أعظم الفائدة إن استطاع أن یری فیه الفرصة لأخذ فکرة صادقة عن مقدار العلم لدی الغرب عن الإسلام وأهله وعن الحضارة الإسلامیة، وعما یدرس ویبحث حول ذلک کله فی معهد من أکبر معاهد الدراسات الإسلامیة, هناک علی الأخص فی (مدرسة الأبحاث الأفریقیة والآسیویة المعاصرة) التابعة لجامعة لندن، وفی غیرها من معاهد الغرب أیضا علی العموم" (ص٩).
ولیس هذا فحسب، بل یتنکر بعض الغربیین للتراث العربی الإسلامی، ثم تفاقمت الحالة سوءا إثر الأحداث المؤسفة للحادی عشر من أیلول، وکتبت عشرات المقالات والتعلیقات ضد الإسلام "واصمة إیاه بممارسة العنف والإرهاب، متجاهلة أن التطرف الدینی لیس وقفا علی دین واحد، وأن التحدی الیوم کما کان بالأمس هو العمل علی تجنب الردود، وهو تهدید یکشف عن منظومة واحدة، للتمییز بین عقائد وأفعال جماعة الأغلبیة المسالمة، وبین جماعة أقلیة من المتطرفین الذین یسوغون عدوانهم وتمنعهم باسم الدین أو النزعة العرقیة أو المعتقد السیاسی" (ص٣٥٦).
وأمعن إسبر النظر فی الرسالة الثقافیة الأمریکیة الموجهة لمثقفی العالم الإسلامی والرسالة الجوابیة من نظرائهم فی المملکة العربیة السعودیة، وأکد فی خلاصة تأمله الفکری لهما أن المثقفین العرب، أیا کانت اتجاهاتهم الفکریة ـ السیاسیة یدعون إلی حوار جدی عربی ـ أمریکی، یبدأ من مسألة النزاع العربی ـ الإسرائیلی، وهو أساس سلیم للحوار المتکافئ للأسباب الثلاثة التالیة برأیه: "أولها أن ذلک یفتح الطریق أمام مواصفات الاستقرار القائم فی الغرب."