خلاصه ماشینی:
ورد في كتاب الشيخ الصدوق أنّ اسم إسحاق بن بشر الكاهلي ورد في كتب السنّة والشيعة على السواء.
ثمّة مسألةٌ هي من الأهمِّية بمكانٍ، وأودّ الإشارة إليها هاهنا، وهي أنّ الحسين بن سعيد الأهوازي (القرن الثالث/التاسع)، وهو أستاذ أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن أبي عبد الله البرقي كلَيْهما، لم يُذْكَر في أسانيد أهل السنّة التي رواها الشيخ الصدوق أو البرقي.
فعلى سبيل المثال: لا يظهر اسم محمد بن عمير، الذي يروي عنه الحسين بن سعيد أكثر الأحاديث من طريق الأسانيد السنّية، في الفصول ذات الصلة من كتاب البرقي( )، وكذا يظهر مرَّتين اثنتين فحَسْب في الأسانيد السنّية التي رواها الشيخ الصدوق( ).
وقد أشرتُ سابقاً إلى أنّه من بين الرواة المتقدِّمين قلَّما نعثر على أسماء محمد بن أبي عمير والنضر بن سويد وعثمان بن عيسى في أسانيد السنّة.
يبيِّن الدور البارز الذي اضطلع فيه الرواة غير الثقات في نقل الأحاديث السنّية إلى حلقات الشيعة سببَ اعتماد محمد بن سنان في مراجع السنّة (خمس مرّات)، مقارنةً برواةٍ مثل: ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، والنضر بن السويد، وحمّاد بن عيسى، والقاسم بن محمد.
مضافاً إلى الأحاديث التي يرويها الصدوق عن ابن أبي حاتم، يذكر الصدوق كذلك أسانيد من أهل السنّة انتقلت على ما يبدو إلى حلقات الشيعة عقب الغيبة الصغرى.
ارتفع في الأخير بنحوٍ لافت عدد أسانيد أهل السنّة، وتشعّب الصحابة الذين روى الشيخ الصدوق عنهم، ما يدلّ على أنّ جزءاً مهمّاً من أسانيد أهل السنّة انتقلت إلى حلقات الشيعة في النصف الثاني من القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجريين.