خلاصه ماشینی:
"ومن هذا الذی تقرر نقلا عن المقریزی والمولوی الدهلوی تلخص : أن المسلمین فی عصر الخلفاء وبعده کانوا یتلقون احکام الدین من علماء الصحابة وقرائهم النازلین فی بلدانهم ، وهم کانوا یفتون الناس بما رووا عن النبی صلیاللهعلیهوآله ، أو رأوه باجتهادهم ؛ وبعد الصحابة کانوا یأخذون من التابعین والامراء المبعوثین الیهم فتاواهم ، فکانت هذه سیرة هؤلاء المسلمین فی طول المائتین الاولی والثانیة ، ولم یکونوا مجمعین علی التقلید لمذهب واحد بعینه ، ولکنهم اجتمعوا علی ان یعتمدوا فی معرفة الشریعة علی السلف ...
واستمر ذلک من سنة ( 665 ه ) حتی الیوم » ثم قال : « وفی طول هذه المدة أفتی فقهاؤهم فی هذه الأمصار بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحریم ما عداها » ولم ینقل دلیلا لهذه الفتاوی سوی أنها لحقت حکم البندقداری ، وعلیه فحکم البندقداری کان ______________________________ (1) تأریخ حصر الاجتهاد : 101 عن الخطط المقریزیة 2 : 344 .
والطبقة الثالثة : من نشأ من المسلمین من رأس المائة الرابعة ، فمن هذا التأریخ امتنع وجود المجتهد المستقل حتی الیوم ، وانما یوجد المجتهدون المنتسبون الی اولئک المجتهدین المستقلین ( الأربعة ) فحسب ، فیجب علی العامی تقلید هؤلاء لا غیر ، ثم قال : « ان قلت : کیف صار التمذهب بعد مائتی سنة بمذهب معین واجبا ، مع أنه لم یکن واجبا أولا ؟ قلت : الواجب الاصلی ان یکون فی الامة من یعرف جمیع الاحکام بأدلتها ، ومقدمة الواجب واجبة ، فان تعددت الطرق الی الواجب تخیر فی أ یها ، واذا انسدت الطرق الا واحدة تعین هو » (1) ."