خلاصه ماشینی:
حافظ الشيرازي شاعر الحكمة صلة وصل مع شعره ________________________________ الدكتور محمد علي شمس الدين 1 مدخل المصالحة بين الزمان والحرية "موسيقى رؤية قلبك داخل صدرك الشفّاف مثل زمردة في الماء" في هذا المقطع من شعر حافظ الشيرازي، دلالة على أصل الرؤيا لديه، فالأصل هو "القلب" والكشف عنه في المكتن الشفّاف "الصدر".
لقد جاء شعر حافظ زبدةَ شعر الحكمة بعد أشعار كل من الرودكي وجلال الدين الرومي (مولانا جلال الدين)، الذي كان في المثنوي خاصة، صوفيًّا تعليميًّا، وسعدي الشيرازي، وسواهم ممّن أسّسوا للمعاني العرفانية أو للنهج العرفاني في الشعر الفارسي...
ففي "موطن الأسرار" الحب، العمق، الشمولية وتماهي التناقضات، وانصهارها في مرجل الحب "لقد استطاع حافظ، كما فعل جلال الدين الرومي في "المثنوي" وفريد الدين العطّار النيسابوري في "منطق الطير"، وعمر بن الفارض، أن يصالح بين عمق النظرة الإسلاميّة للشعر وشموليتها المتمثلة بالزمان، وأن يجعل من الشعر الديني الإسلامي شعرًا إنسانيًا اهتمّ به "غوته" شاعر الألمان، و"فيكتور هوغو" الشاعر الفرنسي و"طاغور" شاعر الهند، فضلًا عن اهتمام العالم بأكمله به شرقًا وغربًا، وذلك من خلال وحدة الآلهة المُعبَّر عنها بعبارة "لا إله الّا الله" ووحدة الوجود، فتفترش الأمكنة والأزمنة والكائنات والاحوال والمظاهر على اختلافها، من دون استثناء ...
وهو شاعر إشكالي كتب غزله الكثير في المنطقة الرماديّة بين المجوسية والإسلام، ففي شعره تكثر مفردات الإرث الساساني القديم السابق على الإسلام كبيت النار وشيخ المجوس وجام جم أو جام جمشيد، كما ينعقد هذا الشعر على الخمرة والصنم، لذا اتُّهم بالزندقة، ولكنّه أيضًا يكنز فيه مفردات قرآنية من قصص الأنبياء والزهد والتوبة وذكر الله ..