خلاصه ماشینی:
كما قد تُتصوَّر على مستوى المشاعر، كما لو كان مظهره رجلاً أو امرأةً، ولكنّه يميل في مشاعره العاطفيّة إلى جنسه، مع برودةٍ كاملة في المشاعر تجاه الجنس الآخر، ورُبَما وصل الأمر إلى الاشمئزاز منه بشكلٍ كامل، وهذا قد يكشف عن أنّه امرأةٌ في مظهر الرجال أو رجلاً في مظهر النساء.
وفي مثل هذه الحالات هل يمكن للطبّ تحديد واكتشاف الهويّة الأصليّة؟ 2ـ لماذا خلق الله هؤلاء؟ ونعلم ممّا تقدَّم أنّه على الأقلّ المبتَلُون بالازدواجيّة الجَسَديّة موجودون.
وأمّا بشأن التغيير والتحوُّل الاختياريّ فلا بُدَّ من تحديد أنّ هذا التغيير هو حاجةٌ (جَسَديّة أو نفسيّة) أم هو رغبةٌ شهوانيّة؟ وقد تقدَّم أنّه إذا ثبت أنّ بعض الأعضاء زائدةٌ، وليست متناسقةً مع الهويّة الأصليّة للمكلَّف، بحَسَب العلامات الشرعيّة المحدِّدة لهويّته، فيجوز استئصال هذه الأعضاء ما لم يلزم منه الضَّرَر أو محرَّماً آخر، كالنظر واللمس، ويكون من قبيل: تصحيح التشوُّه في الخِلْقة.
ذهب فقهاء السنّة إلى أنّ عمليّة التحوُّل حرامٌ؛ لقوله تعالى: ﴿وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ﴾؛ وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾؛ وللحديث الصحيح: «لعن رسول الله| المتشبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال».
وقد لفت نظري رأيٌ متميِّزٌ لبعض الفقهاء()، يمكن أن يُستفاد منه الكثير، وهو أنّ مَنْ يمتلكون بعض خصائص الأنوثة من الناحية النفسيّة، ولديهم ميولٌ أنثويّة كاملة، ولو لم يبادروا الى تغيير جنسهم وقعوا في الفساد, يجوز لهم القيام بعمليّة التحوُّل الجنسيّ إذا كانت لكشف وإظهار الجنسيّة الواقعيّة.