چکیده:
يقوم هذا المقال بدراسة المعنى اللغوي لكلمة «السُّنّة»، وخصوصاً في الأحاديث النبوية الشريفة؛ حيث إن فريقاً من اللغويين والمفسِّرين أشاروا إلى أن معناها هو الطريقة الحسنة المحمودة، مع أنه يختلف كثيراً عما هو المأنوس في الذهن العام من دلالتها على مطلق السيرة والطريقة. ومن جهةٍ أخرى يمكن أن يستفيد القرآنيون من هذه الرؤية المقيِّدة لمعنى الكلمة لإثارة شبهاتهم حول حجّية السنة النبوية الشريفة ـ كما سأذكرها بالتفصيل ـ، فمن ثَمَّ رأيتُ في إثبات المعنى العام للكلمة أن أخوض في الاستعمالات في كلام العرب، فقُمْتُ بمراجعتها في مجالات متنوّعة، مروراً بالشواهد في الجاهلية والقرن الأوّل الهجري، وهو عصر الاستشهاد بكلام العرب، وصولاً إلى القرون التالية التي تختلف العربية فيها عن العربية الأصيلة؛ لفهم معنى الكلمة في ظروف النقل بالمعنى أيضاً. وحيث كانت الدراسة قد بَلغَتْ حجماً كبيراً، رأيتُ أن أقسِّمها في محورين:المحور الأوّل: دراسة الشواهد في القرآن الكريم والحديث النبويّ، وهو هذه المقالة التي أقدِّمها للقرّاء الكرام.المحور الثاني: دراسة غيرهما من الشواهد المختلفة من أحاديث أهل البيت^ والأشعار وغيرهما، وسوف أقدِّمُها في مقالةٍ مستقلّة، إنْ شاء الله تعالى. وبالجملة: إن النتيجة التي وصلتُ إليها بعد دراسةٍ طويلة للشواهد المختلفة أن معنى الكلمة عامّ، سواء في حالة النقل باللفظ أو النقل بالمعنى، فلا عبرة برؤية القائلين بالمعنى الإيجابي في الكلمة، فيُستَنْتَج من جميع ذلك عدم ورود أيّ إشكال من هذه الجهة على حجّية السنة النبوية الشريفة.
خلاصه ماشینی:
ومن جهةٍ أخرى يمكن أن يستفيد القرآنيون من هذه الرؤية المقيِّدة لمعنى الكلمة لإثارة شبهاتهم حول حجّية السنة النبوية الشريفة ـ كما سأذكرها بالتفصيل ـ، فمن ثَمَّ رأيتُ في إثبات المعنى العام للكلمة أن أخوض في الاستعمالات في كلام العرب، فقُمْتُ بمراجعتها في مجالات متنوّعة، مروراً بالشواهد في الجاهلية والقرن الأوّل الهجري، وهو عصر الاستشهاد بكلام العرب، وصولاً إلى القرون التالية التي تختلف العربية فيها عن العربية الأصيلة؛ لفهم معنى الكلمة في ظروف النقل بالمعنى أيضاً.
وفي هذا الإطار رأيتُ أن أقوم بأمرَيْن: الأوّل: أن أدرس آراء اللغويين والمفسِّرين في معنى الكلمة؛ حتّى أستوعب هل يمكن إثبات المعنى العامّ في رؤيتهم أيضاً، مع وجود اختلافٍ لهم في معناها، كما تقدّم؟ وهل تعني كلماتهم فعلاً أن معنى الكلمة عندهم بالمعنى الإيجابي أو أن هذا ما يُتوهّم من كلماتهم وليس وراءها شيءٌ؟ فصارت هذه الدراسة مقالةً مستقلة، أرجو أن تُطبَع فيما بعدُ، إنْ شاء الله تعالى.
ولكي يصحّ الاستشهاد أدرس معنى الاستعمالات التي رُبَما يَرِدُ فيها احتمالٌ آخر يضرّ بالاستدلال، حيث يحتمل أن يكون بعضها بمعانٍ أخرى، بحيث يحتمل أن تكون «السُّنّة» فيه من المصاديق الحَسَنة للطريقة، وبالتالي لا يمكن الاستدلال به، حيث إنه لا يُثبت استعمالَ الكلمة في المعنى العامّ الشامل للمصاديق السلبية أيضاً.
وأنبِّه القارئ الكريم إلى أنني تركْتُ ـ في هذا التحقيق ـ ذكر الاستعمالات التي وردت «السُّنّة» فيها بمعنى الحديث النبويّ، أو المأثور عنه| من قوله وفعله، وفي مقابل البِدْعة بالمعنى الإسلاميّ؛ ففي مثل هذه الموارد معنى الكلمة متأثِّرٌ بالثقافة الإسلاميّة، وواضحٌ خروجها عن المعنى اللغويّ، كما هو واضحٌ.