خلاصه ماشینی:
الشيخ محمود متوسّل آراني( 1 ترجمة: وسيم حيدر بيان المسألة ــــــ لقد عمد علماء الإسلام إلى تقسيم المعارف الدينية إلى ثلاثة أقسام، وهي: «العقائد؛ والأخلاق؛ والأحكام»، وسعَوْا إلى تطبيق هذا التقسيم على بعض الروايات أيضاً( 185 )، ومن بينها هذه الرواية، التي تقول: «دخل رسول الله| المسجد، فإذا جماعةٌ قد أطافوا برجلٍ، فقال: ما هذا؟ فقيل: علاّمة، فقال: وما العلاّمة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهليّة، والأشعار العربية، فقال النبيّ|: ذاك علمٌ لا يضرّ مَنْ جهله، ولا ينفع مَنْ علمه...
وقد قامَتْ أغلب أبحاث هذه المقالة على بيان دَوْر النيّة في الاختلاف الجَذْريّ بين الفقه والأخلاق، والإجابة عن السؤال القائل: ما هو حجم ومقدار تأثير النيّة والقصد في الفصل والتمييز بين الفقه والأخلاق؟ دَوْر النيّة في الفقه والأخلاق ــــــ يبدو أن الاختلاف الأهمّ بين الفقه والأخلاق الإسلامية يكمن في موضوع النيّة والدافع لدى الفاعل؛ حيث نجدها في الفقه واردةً في أبواب العبادات فقط، بعنوان: «قصد القيام بالأفعال امثالاً الله»؛ بمعنى أنه لولا أمر الله لما قام المكلَّف بامتثالها؛ وأما في الأخلاق فإن الأصالة في جميع الأعمال العبادية وغير العبادية تكون للدافع؛ وذلك أيضاً بعنوان: «القصد إلى العمل بما يوجب مرضاة الله»، بمعنى أنه حتّى لو لم يأمر الله بها؛ فحيث إنها تقع مورداً لرضا الله سبحانه وتعالى تكون ممدوحةً، ووموجبةً لرضاه، ويجب القيام بها.
منزلة النيّة في القرآن ــــــ لم تَرِدْ كلمة «النيّة» في القرآن الكريم، إلاّ أن هناك الكثير من الآيات التي تبيِّن نيّة ودوافع المؤمنين وغير المؤمنين من الناس: 1ـ المؤمنون: وهم الذين يبذلون كلّ ما بوسعهم من أجل تحقيق مرضاة الله عن إخلاصٍ وتسليم، كما في قوله تعالى: ـ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ﴾ (البقرة: 207).