خلاصه ماشینی:
). ثم ساق (علیه السلام) حكايةً غريبةً عن النبيّ|، أصبحت فيما بعد شأناً لنزول بعض الآيات الكريمة، فقال: ثمّ علَّم الله عزَّ وجلَّ نبيَّه| كيف ينفق؟ وذلك أنه كانت عنده أوقيةٌ من الذهب، فكره أن تبيت عنده، فتصدَّق بها، فأصبح وليس عنده شيءٌ، وجاءه مَنْ يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، واغتمّ هو؛ حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيماً رقيقاً، فأدَّب الله عزَّ وجلَّ نبيَّه| بأمره، فقال: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً﴾، يقول: إن الناس قد يسألونك، ولا يعذرونك، فإذا أعطيْتَ جميع ما عندك من المال كنْتَ قد حسرت من المال( 459 ).
وبالتأمُّل في مكوّنات وظروف الرياضة الروحية وحقّ الأسرة تطالعنا مجموعتين من الأخبار، نصل من خلالها إلى نتيجةٍ مماثلة لما توصَّلنا إليه في المحور الأوّل الذي تناولنا فيه رياضة الأنبياء والأئمّة : فمن جهةٍ هناك عنصر (السلطة السياسية) كما في حالة النبيّ| وعليّ (علیه السلام)، التي تفرض على أُسَرهم رياضة معتدلة، خلافاً لحالة الإمامين الصادق والرضا’.
وبالتالي لا تفرض على غير الحاكم الرياضة الروحية المفروضة على الحاكم أو السلطان، كما لا يمكن مقارنة حالة الفقر والعَوَز التي كانت سائدةً في صدر الإسلام بحالة الرخاء النسبيّ في العصر الحاضر، وأخيراً ليس من المفروض بنا أو بأسرنا أن نحتمل رياضةً روحية كالتي كان يحتملها عليّ (علیه السلام) وفاطمة÷؛ وذلك لمكانتهما الخاصّة ومنزلتهما المقرونة بمنزلة أولي العزم من الرسل، والتي لا يضاهيهما فيها حتّى أبناؤهما من الأئمّة^.
وقد نوَّه أئمّة أهل البيت^ إلى بعض هذه الانحرافات في محاججاتهم مع الفِرَق الأخرى، ونوجزها بنقاطٍ: 1ـ يجب تحمُّل الرياضة الروحية مهما بلغت مشقَّتها إذا كان ذلك في سبيل الله سبحانه، كما كان على ذلك أصحاب الصُّفّة.