خلاصه ماشینی:
محمد جواد أصغري(* 2 ترجمة: حسن طاهر خلاصةٌ ــــــ لقد تمّ تدوين الحقوق المتعلِّقة بتعامل الإنسان بكونه أشرف المخلوقات مع سائر الكائنات الحيّة في النصوص المعتبرة لكلا الدينين الإسلامي والزرادشتي، وذلك بناءً على الرؤى الكونية لكلٍّ منهما في ما خصّ الإيمان بالله، ومكانة الخير والشرّ في العالم.
وتكمن أهمّية الموضوع في أن معيار عقلانية تعاليم دينٍ ما تُقاس بالحقوق التي يوليها لسائر المخلوقات على هذه الأرض؛ لأن بعض الأديان أغرقت في احترامها لبقيّة الكائنات إلى درجة أنها اقتربت من الطوطمية؛ وبعضها الآخر تجاهلتها بشكلٍ يوحي أن حقّ الحياة حِكْرٌ على الإنسان فقط بصفته أشرف المخلوقات، ولا مكان لحياة غيره من الكائنات الأخرى.
مع ذلك، ووفقاً للرأي الأوّل، يعتبر نظام الإلهيات الزرادشتي أن جميع الكائنات في العالم قد خلقها أهورامزدا بنحوٍ من الأنحاء، ولكنّه من ناحيةٍ أخرى يقدِّم إلهاً آخر لا تقلّ قوّته وهيبته عن أهورامزدا، بحيث إنه بهذه الهيبة أجبر كثيراً من الناس على عبادته، وكلّف النبيّ زرادشت بإخراج الناس من هذه العبادة الباطلة التي تقود العالم إلى الهلاك.
تمّ إدراج قتل الحيوانات المكروهة، التي تُسمّى اصطلاحاً بـ «خرفستران»، في إطار العقيدة الدينية التي تنصّ على أن كلّ الحيوانات تمّ خلقها من البقرة، التي تُعَدّ إحدى المخلوقات السبعة الأولى لأهورامزدا، ولكنّ أهريمان تسلَّل إلى نفوس بعض تلك الحيوانات، وسخّرها لخدمته؛ ليعارض خلق الله.
ويرجع السبب في فصلها عن بقيّة الحيوانات المفيدة إلى أنها، بالإضافة إلى محاربتها ضدّ المخلوقات الشيطانية، يلعب بعضُها دَوْراً رئيساً في أداء الطقوس الدينية، مثل: الكلب والبقرة (الكلب الذئب والكلب الأزرق والقنفذ والثعلب كلُّها من جملة الكلاب)( EndNote No="135" Text= ) دارمستتر، مجموعة قوانين زرادشت (فنديداد أفستا): 125، الفصل 5، الفقرة 31 ـ 34.