چکیده:
الإعجاز العلميّ الاجتماعيّ للقرآن أحد أبعاد الإعجاز العلميّ للقرآن، وتنظیم المجتمع هو أحد القضايا الاجتماعيّة المرتبطة بمؤسسة الأسرة، ومؤسّسة الأسرة هي منطلق الحياة في المجتمع، وسيادة القانون في الحياة الاجتماعيّة بما في ذلك مؤسسة الأسرة لهي من الحاجات الأساسيّة للمجتمع، إنّ القرآن الكريم - كمصدر خال من الخطأ - هو أهمّ مصدر للتشریع في المجتمع الإسلاميّ وله دورٌ مهمٌّ في تنظیم المجتمع، وفي القرآن الكريم آيات في سياقات اجتماعيّة مرتبطة بتنظیم مؤسسة الأسرة.وفي هذا الصدد، تمّ شرح الإعجاز العلميّ الاجتماعيّ للقرآن في المجتمع الکامن في مؤسسة الأسرة، وعليه بات أسلوب البحث في المقال نوعيًّا وتوثيقيًّا ووصفيًّا وتحليليًّا ومقارنًا؛ حیث تمّ شرح التنظیم الاجتماعيّ، ودُرست النماذج الاجتماعيّة لآيات القرآن، واستُخرج تنظیم الأسرة من آيات القرآن بثلاث طرق: إحداهما الآيات المتعلّقة مباشرة بالأسرة، (الزواج، العلاقات من المحرم وغير المحرم...). والأخرى الآيات التي تتحدث عن المجتمع الخاصّ والمتعلّقة بالأسرة؛ لتکون عبرةً للناس، کالآیات الواردة في قوم لوط، والتي دُمّرت بسبب عدم الالتزام بقوانین الأسرة. والثالثة الآيات التي يمكن من خلالها اكتشاف سیادة القانون في الأسرة علی سبیل الجري والتطبیق (شرائط الصدق)، کالآيات التي تنصّ على فلاح المؤمنین بشرط العفّة، وكانت النتيجة أنّ تنظیم مؤسسة الأسرة في آيات القرآن الكريم هو من مصادیق الإعجاز العلميّ الاجتماعيّ للقرآن، مع توضيح أنّ الطريقة التي تتحدّث بها الآيات عن الأسرة في عصر النزول ولم یکن لتقنین الأسرة في المجتمع الجاهليّ سابقة؛ فإنّ فکرة تنظیم الأسرة والتي وردت في القرآن هي وظائف الأسرة نفسها، التي قد ثبتت في علم الاجتماع؛ فإنّ طرح موضوع تنظیم الأسرة خلال الآيات القرآنية هو من الإعجاز العلميّ والاجتماعيّ للقرآن.