چکیده:
إنَّ التربية الجنسيّة في الإسلام تقوم على نظرة الإسلام الکونيّة للعلاقة بين الإنسان والله سبحانه وتعالی، فقد تقبّل الإسلام الرغبات الجسديّة ولم يسعَ يومًا ما إلى قمعها لكنَّه قد رفض الحريّة المطلقة، بل طالب بالحريّة بشكلها المقيّد؛ من أجل توجيه الرغبات وتحدید مسارها وسياقها الصحيح.والغرض من هذه الدراسة هو التحقيق في وضع استراتيجيّات لحماية الأبناء من المخاطر الجنسيّة في الفضاء المجازيّ السيبرانيّ، وأمّا منهج البحث فهو تحليليٌّ وصفيٌّ.توجد للغريزة الجنسيّة مكانة مهمّة بين سائر الغرائز والدوافع؛ إذ هي تسبّب تغيّرات أساسيّة في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة، هذا وإنَّ الدين الإسلامي لم يترك أيًّا من حاجات الإنسان دون تلبيتها.أمّا المشاكل الشائعة المتعلقة بالتربية الجنسيّة في الفضاء السيبرانيّ، فهي الترويج للمواد الإباحيّة وانتشار الانحرافات الأخلاقيّة في المجتمع، ومن بين الاستراتيجيّات القائمة علی المبادئ الدينيّة في حلّ المشاكل الشائعة حول التربية الجنسيّة هي تعزیز صفة الحیاء ورفع مستوی الإيمان، وخلق جوٍّ عاطفيّ في الأسرة، ومراقبة الأدوات والأجواء المتعلّقة بالأبناء، وتوفير التربية السليمة الجنسيّة في الوقت المناسب، وإثراء أوقات الفراغ، والتدابير التعليميّة والتربويّة التي تشمل منع إثارة المشاعر الجنسيّة قبل أوانها، وتکوين الشخصيّة المتزنة، والتدريب علی الاستخدام الصحيح للفضاء المجازيّ والسيبرانيّ والشبكات الاجتماعيّة، هذا کلّه من جهة، ومن جهة أخرى - وفقًا لنتائج بعض الدراسات - فإنَّ قلّة وعي أولياء الأمور بالطريقة الصحيحة للتربية الجنسيّة لأبنائهم واستحياءهم في الإجابة علی المسائل الجنسيّة قد تسبّب لهم حدوث انحرافاتٍ ومشاكل في هذا المجال.