خلاصه ماشینی:
"و لو أدی الی اشاعة الفوضی و الاضطراب بین صفوف الجماعة کلها،و النظرة العاجلة الی المذاهب الفردیة سواء کانت اقتصادیة«کالراسمالیة» او اجتماعیة«کالوجودیة»او فوضی اجتماعیة کالفلسفة التشاؤمیة و التی تمثلها جماعات «الهیبز»مثلا،تؤکد لنا ان قیام الروح الفردیة-دون التنسیق بین حاجات الفرد و المجتمع و دون ضابط من نظام السیطرة الجماعیة و رعایتها و دون الانسجام بین حاجات الجسد واشواق الروح و دون هیمنة من سلطان العقل و الضمیر-لا یمکن ان یؤدی الی مصلحة النوع الانسانی و لا الفرد الانسانی لما یترتب علی ذلک من طغیان الروح الفردیة و تحکم الغریزد و لما تمکن به هذه الاتجاهات للفرد من السیطرة المادیة،و ما تطلق له من عنان الجنس و الشهوة و ما تنشره من القلق و الاضطراب بحجة تحقیق ذات الفرد و وجوده و لعلنا ندرک من هنا ان اندفاع کثیر من بلاد العالم الی التردی فی دوامة الفکر الشیوعی انما کان سببه طغیان الفکر الرأسمالی،و اسلوبه فی جمع الثروات و تضخیمها و طغیان ذلک علی حقوق الجماعة،و السواد الاعظم فیها و لقد ادی ذلک الی الاساءة الی کل القیم الانسانیة و الحضاریة الاخلاقیة و لان الامر لم یقف عند حد الامراء و کبار اصحاب رؤس الاموال من التجار و اصحاب المصانع و المزارع و انما تعداهم الی ما هو اعظم حیث انضم الی هذا التیار الجارف الکنیسة و رجال الدین و أسهموا اسهاما واضحا فی تملک الاقطاعیات و رؤوس الاموال و ما تبع ذلک من العسف و الجور و الکبت العقلی و محاربة کل فکر مستنیر او رأی حر بل تعدی الامر ذلک الی استخدام الدین کوسیلة لبث روح التخاذل و الضعف و الرضا بالجور و الهوان..."