خلاصه ماشینی:
"و الوجه السلبی لها عملیات تطبیع اعلامیة و اجتماعیة و اقتصادیة و غیرها،اذا لم تبادر الدولة اللبنانیة بتقویة البث و الإرسال بعد تطویر أجهزة محطاتها و شرکاتها و اذاعاتها الوطنیة،لإعادة ربط الجنوب اللبنانی بدولته و للحؤول دون سیاسة التطبیع التی تلعب فیها وسائل الإعلام الإسرائیلیة الدور الکبیر،و یعتبر ربط الجزء الجنوبی من لبنان بالعاصمة الأم و توجهاتها و رسائلها الإعلامیة،لتصب فی خدمة المواطن هناک، و ذلک بوضع برامج خاصة،یومیة موجهة إلی الجنوبیین و مواطنی البقاع الغربی تحثهم فیها علی التمسک بأرضهم،و دعم المشاریع الإنمائیة بهدف خلق فرص عمل جدیدة لهم و دعم صمودهم و حثهم علی الابتعاد عن تطبیع العلاقات مع اسرائیل و العمل فی الأرض اللبنانیة،و استغناء البعض عن العمل داخل المصانع و الأراضی الإسرائیلیة.
إن تبدل أشکال الوعی عند الشباب اللبنانی،و ما یتطلبه من أجیالنا المقبلة من استعادة حسها النقدی الخلاق، بعد ما توازن بین ما تقرأه و ما تشاهده،هو الهدف و الدور الذی ستقوم به وسائل الإعلام اللبنانیة،بحیث تتوجه إلی إحیاء دینامیة الحیاة الاجتماعیة علی المستویات الاجتماعیة و السیاسیة و الاقتصادیة و الثقافیة و التربویة،بدیلا عن دینامیة الحرب، بحیث یکون مضمون الخطاب الإعلامی الجدید،اعادة الاعتبار للتفکیر النقدی، و للمعرفة،و مجالا للحوار و الصراع الدیمقراطی بین أجیالنا،و ذلک بإتاحة الفرص المتکافئة أمام جمیع اللبنانیین للتعبیر عن آرائهم و معتقداتهم الدینیة و الثقافیة.
إن وسائل الإعلام فی لبنان تتحمل المسؤولیة الکبری و الخطیرة فی تهیئة الرأی العام اللبنانی للولوج إلی مرحلة السلم الأهلی و الصراع السیاسی الدیمقراطی،بعد ما عاش الإنسان حربا أهلیة مدمرة طوال سبع عشرة سنة،کما یکون رائدا فی حمل لواء الغا الطائفیة السیاسیة تمهیدا لإلغاء اللامساواة بین المواطنین فی الوطن الواحد، و نزع فتیل تجدید الحرب و تولید الفتنة من جدید،مما یجعل المواطن لا الطائفة حجر الزاویة فی بناء الدولة،دون أن یعنی ذلک انتقاص من قیمة و جوهر الأدیان."