خلاصه ماشینی:
"فبینما تلجأ الدول الرأسمالیة للضمان الاجتماعی،کوسیلة لعلاج مفاسد النظام الرأسمالی و حمایته من الانهیار،و بینما تعتمد الدول الاشتراکیة هذا النظام،کأداة لتوفیر الحمایة المادیة للمواطنین و اعداد رأس المال البشری اللازم للانتاج،بعد أن قصر النظام الاشتراکی فی مرحلته الحاضرة عن بلوغ هذه الغایة،نجد ان الاسلام قد فرض الضمان الاجتماعی سبیلا لبناء الانسان السوی و المجتمع الفاضل فی اطار من التوازن بین المادة و الروح.
ثم أوکل الی الدولة باعتبارها ممثلة لمصالح المسلمین،و مؤتمنة علی تطبیق أحکام الاسلام،ان ترعی أداء هذه الفریضة فتأخذ من أموال المکلفین ما یکفی لضمان حیاة الفقراء و المعوزین،و النهوض بأعباء الضمان الاجتماعی علی نحو ما سنری.
و هکذا یبدو ان الضمان الاجتماعی فی الاسلام لیس مجرد نظام لضمان الجانب المادی من حیاة الانسان،بل هو ثمرة من ثمرات التکافل الاجتماعی القائم علی الأخوة و المحبة و الرحمة و الایثار،و ظاهرة من ظواهر الایمان و العبادة مما یضفی علیه طبیعة خاصة تتفاعل فیها احکام المادة و الروح فی انسجام رائع خلاق.
ثانیا-المخاطر التی یواجهها الضمان الاجتماعی فی الاسلام: من خلال التوجیهات و التشریعات المتعلقة بالضمان الاجتماعی فی الاسلام،ان هذا النظام یواجه جمیع المخاطر التی تجعل الانسان غیر قادر علی بلوغ مستوی الکفایة فی العیش.
تمویل الضمان الاجتماعی فی الاسلام: یتم تمویل الضمان الاجتماعی فی الاسلام من أموال الزکاة،و هی الضریبة التی فرضها الاسلام علی القادرین من المسلمین لصالح الفقراء و المعوزین،و من موارد الأملاک العامة و املاک الدولة الخاصة،و من بعض الضرائب التی تفرضها الدولة عند الاقتضاء لتحقیق التعادل و التوازن بین نفقات الضمان الاجتماعی و موارده الأساسیة عندما تقصر هذه الموارد عن الوفاء بالتزامات الضمان الاجتماعی نحو المواطنین."