خلاصه ماشینی:
"فقه الدعوة عند الشیخ-رحمه الله-: یعتبر الشیخ أبو الحسن أحد أعلام الدعاة إلی الإسلام فی عصرنا بلا ریب و لا جدال،عبرت عن ذلک:کتبه و رسائله و محاضراته التی شرقت و غربت،و قرأها العرب و العجم،و انتفع بها الخاص و العام.
-الثقافة الواسعة: و آتاه الله:الثقافة التی هی زاد الداعیة الضروری فی إبلاغ رسالته، و سلاحه الأساسی فی مواجهة خصومه،و قد تزود الشیخ بالثقافة الدینیة، و اللغویة،و التاریخیة،و الإنسانیة،و العلمیة،و الواقعیة،بل إن له قدما راسخة و تبریزا واضحا فی بعض هذه الثقافات،مثل الثقافة التاریخیة،کما برز ذلک فی أول کتاب دخل به میدان التصنیف،و هو الکتاب الذی کان رسوله الأول إلی العالم العربی قبل أن یزوره و یتعرف علیه،و هو کتاب«ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمین؟»الذی نفع الله به الکثیرین من الکبار و الصغار،و لم یکد یوجد داعیة إلا و استفاد منه.
و یقول الشیخ محمد المجذوب-رحمه الله-:و متتبع ما یکتب الشیخ الندوی یشعر بأن لعبارته الأدبیة سحرا لا یتوافر فی العادة إلا فی العلیة من أصحاب المواهب الذین تعمقوا سر الکلمة و تفاعلوا به،و کان لقلوبهم أکبر الأثر فیما یصوغونه،و تلک هی الخاصة الرئیسة التی یمتاز بها أولو الأذواق الروحیة من التخرجین فی مدرسة القرآن.
خاتمة: بعد هذه الجولة فی حیاة الشیخ أبی الحسن الندوی-رحمه الله- و من خلال ما کتب عنه عارفوه و معاشروه،من أقرانه و تلامذته و أصحابه ندرک أیة خسارة حلت بالأمة الإسلامیة بفقد هذا الداعیة الرائد المتمیز،الذی جمع عراقة النسب،و غزارة العلم،و تنوع الثقافة،و تعدد الألسنة،و الإحاطة بمشاکل العالم الإسلامی،و الحرص علی معالجتها معالجة العالم البصیر، و الطبیب الحاذق الذی أحسن تشخیص الداء،و مهر بوصف الدواء."