خلاصه ماشینی:
"عیوب اللسان و اللهجات المذمومة1045 الدکتور رشید عبد الرحمه البصیری کلیة التربیة-جامعة بغداد اللهجات و منهج دراسة اللغة:1046 منذ أن أخذ علماء العربیة بدراسة اللغة،و وضع أسسها و قواعد تراکیبها و أسالبیها،ظهر من بین الدراسات المبکرة،العنایة الواضحة بلهجات العربیة -عامة-،لأنها تمثل وحدات لغویة فی داخل طال لغة واحدة تجمعها،و سواء أکانت هذه الوحدات متفقة مع القواعد العامة التی کشف عنها المنهج الوصفی الذی التزمه اللسانیون العرب،أم مختلفة بعض الاختلاف،فان الملاحظة الدقیقة،و التسجیل المستمر لکل ظواهر اللغة،قد وضع الحدود الممیزة بین لهجات اتخذت أساسا للدراسة اللغویة،و لهجات حاذر اللغویون الاعتماد علیها،و تم بعد ذلک ابعادها من طریق التقعید،و الکشف عن القوانین،مما جعل الاحکام تستنبط من مجموعة من القبائل،هی قلیلة بالقیاس الی سائر القبائل العربیة الاخری.
و لعل هذا الابدال ان وجد فی کلام هذیل بشکل مطلق یمکن أن یتخذ دلیلا علی أن الهذیلیین یمیلون الی الاتساع فی الصوت،فیحاولون تفخیم صوت الحاء،فبین الحاء و العین مدرجة106، اذ هما من الأصوات الحلقیة،و من صفات الحاء أنها تنطق مصحوبة ببحة،فاذا حاولوا نطقها تحروا أقرب الأصوات الیها،و أنصع جرسا منها،فمالوا الی العین،یتبین ذلک مما نقل ابن منظور(و الفحفحة:هو تردد الصوت فی الحلق بسبب البحة.
و الحق أن هذه اللهجة تمثل جزءا کبیرا من اللهجات التی کان لها مکان فی جزیرة العرب،و یبدو أنها امتدت خلال قرون طویلة،الی ما بعد الاسلام، فتمکنت من لسان بعض عوام الحواضر الاسلامیة کبغداد و الکوفة،و البصرة، و سامراء،و بقیت منحدرة من جیل الی جیل حتی یومنا هذا،ففی العراق و دول الخلیج العربی،و بعض جنوب الجزیرة-الیوم-یجعل المتکلم(کاف المخاطبة)صوتا بین(الجیم و الشین)هو أشبه بصوت الچیم الآریة،فیقولون: (عندچ)فی(عندک)و(کتابچ)فی(کتابک)،و حین یوجهون الخطاب للمذکر یرجعون صوت الکاف الی طبیعته،و انی لأکاد أقطع ان هذا الابدال هو من الکشکشکة التی عرفتها بعض قبائل الجزیرة."