خلاصه ماشینی:
"لا یرتبط التعلیم الجامعی فی العراق باحتیاجات السوق و لا یلبی متطلبات التنمیة إذ لا توجد أیة مؤشرات تخطیطیة باحتیاجات المجتمع من الملاکات العلمیة و التقنیة فی التخصصات العلمیة المختلفة کما لا توجد خطة واضحة للتنمیة علی مستوی الدولة و انما تدار الأمور من قبل أجهزة الدولة المختلفة و تمشیتها من یوم الی آخر حتی یقضی الله امرا کان مفعولا،لذا فقد اعتمدت وزارة التعلیم العالی و البحث العلمی سیاسة فتح باب القبول فی الجامعات دون قیود و علی وفق ما تحدده کل جامعة انطلاقا من مبدأ مفاده ان لا إشباع فی التعلیم و بذلک فتح الباب علی مصراعیه لاستحداث أقسام علمیة و کلیات و جامعات کیفما اتفق الی حد تکرار بعض الکلیات فی الجامعة الواحدة مثل کلیات الطب و الهندسة و الصیدلة علی سبیل المثال لا الحصر فی جامعتی بغداد و الموصل بینما یلاحظ فقدان هذه الکلیات فی جامعات أخری حیث الحاجة علی اشدها فی مناطق تواجد تلک الجامعات لمثل هذه الکلیات.
و لسد النقص الحاد فی الملاکات التدریسیة اضطرت الجامعات الی توسیع برامج الدراسات العلیا بصورة لم یسق لها مثیل علی الرغم من افتقارها الشدید الی مستلزمات هذه البرامج من ملاکات تدریسیة مؤهلة و من أجهزة و معدلت و کتب علمیة و دوریات و مراجع اذ لم یعد أمام الجامعات أیة وسیلة شأخری فی ضوء تناقص إعداد التدریسیین المستمر من جهة و التزاید المستمر فی إعداد الطلبة من جهة أخری و التوسع فی فتح الأقسام العلمیة و الکلیات و الجامعات و مراکز البحوث إضافة إلی انعدام فرص التأهیل خارج القطر عن طریق البعثات و الزمالات و الإجازات الدراسیة عبر برامج التعاون العلمی و الثقافی مع الأقطار الشقیقة و الصدیقة حیث لم یعد هناک وجود لمثل هذه البرامج الا ما ندر مع بعض الأقطار العربیة مثل الأردن و الجزائر و الیمن."