خلاصه ماشینی:
"و لذا أن أنجع وسیلة تأتی ثمارها الطیبة فی تخلیص الأمة من مشکلات الطلاق و غیره، أن تتکاثف الجهود علی جمیع المستویات،الإعلامیة،و التوجیهیة،لتربیة الجیل و المجتمع، تربیة إسلامیة صحیحة نقیة،و توعیة الناشئة و المقبلین علی الزواج بل و أفراد المجتمع جمیعا التوعیة المفیدة،لغرس قیم الإسلام فی المجتمع،و بث روح المسئولیة،وحب الأسرة، و النسل،و تطبیق التکافل الاجتماعی،و معرفة حقوق کل فرد و واجباته،تجاه خالقه، و نفسه،و مجتمعه،و أسرته،حینئذ لن تجد رجلا یفرط فی أسرته،و لن تجد امرأة تستهتر بقیم الأسرة و الزواج،و أن وجدوا فقلة قلیلة،کما أنبه إلی أن الواقع یوضح لنا فی کثیر من الحالات أن القانون وحده لا یکفی،بل یسهل التحایل علیه،والانفلات منه،ذا غابت الرقابة الذاتیة و التقوی الفاعلة،فقد وجدنا بالدلیل العملی أن القانون حینما نص علی مسألة التعویض عن الطلاق التعسفی،کثر فی مقابله تسجیل حالات الطلاق مقابل الإبراء العام،لأن الزوج الذی أصبح یعلم أنه أن طلق دون سبب أو دون رضا الزوجة سیدفع تعویضا،سیلجأ إلی الضغط علیها لتبرئه من حقوقها کافة،فتخسر المرأة حینئذ اکثر مما تظن إنها کسبته،و بهذا تکون المحکمة التی یرتجی تحققها من التشریع،قد بطل مفعولها،و لم یعد لهل وجود،أما إذا أصبحت مسألة الطلاق واضحة فی أذهان الأزواج و الزوجات،من حیث المشروعیة،و الإجراءات و التبعات،و کل ذلک محاط بسیاج إیمانی، تربوی،مستمد من الکتاب و السنة،فإننا و الحالة هذه لن تحتاج إلی تشریع أمر ملزم، أکثر مما موجود فی الکتاب و السنة."