خلاصه ماشینی:
"کما اکدت الابحاث ان تأثیرات البیئة تبدو اکثر وضوحا فی المراحل المبکرة التی تزداد فیها سرعة النمو العقلی و انه عندما یدخل الطفل الی السنة الاولی من التعلیم الابتدائی تکون نسبة عالیة من ملامح مردوده المدرسی قد رسمت لان السمات الاجتماعیة النفسیة و التربویة للوسط الاسری هی مصدر نجاح الطفل او فشله فی الدراسة بنسبة تقدر بـ 84%8 لان ثلث التحصیل المدرسی للاطفال فی المدرسة کما یری بلوم (Bloom) (8)جون کونجر و زملاؤه«سیکولوجیة الطفولة و لاشخصیة»دار النهضة العربیة القاهرة سنة 1970 ص 16-17 ترجمة احمد عبد العزیز و الدکتور جابر عبد الحمید.
فالجو التربوی المناسب فی الاسرة هو الجو الذی یعترف بالواقع علی حقیقته و ینطلق منه للتوفیق بین نظرة الطفل لنفسه و لذاته و نظرة الاخرین له انسجاما مع قدراته علی حقیقتها و تفهم تلک القدرات لتجنب الشعور بالعظمة و ما یصیاحبه من تعال و کبریاء و غرور و الشعور بالنقص و ما یصاحبه من ضعف و امتهان و قلق و السؤال الذی یطرح للمناقشة لتحقق الدراسة هدفه،هو: هل هذه السمات من حریة و مساواة و عدالة و واقعیة و انسجام متوفرة فی الجو التربوی للاسرة العربیة مما یساعد علی التنشئة الاجتماعیة للابناء و یشجعهم علی اتخاذ القرار و تعزیز الثقة بالنفس؟ان الاجابة بموضوعیة عن هذا السؤال یتطلب بحوثا علمیة و دراسات میدانیة و لکن اذا کان المقام یتطلب ابداء الرأی فجوابنا علی العموم یکون بالنفی«لا»ان هذا الجواب الذی ینفی توفر الشروط الاساسیة المطلوبة للتنشئة الاجتماعیة الصالحاة فی الاسرة العربیة ینطلق من نظرتنا الی ان الاسرة العربیة ما هی الا جزء و فرع من نظام کلی رئیسی هو النظام الاجتماعی العربی المتخلف و سیاسة الحکم الفردی و فلسفته التسلطیة،فکیفما یکون النظام الاجتماعی العربی کنظام کلی تکون الاسرة العربیة کنظام فرعی صلاحا ام فسادا."