خلاصه ماشینی:
"و ما ان اندلع لهیب الثورة الفرنسیة حتی اعلنت حقوق الانسان فی عام 1789 تلک الوثیقة التاریخیة الخطیرة التی قررت للانسان حقوقه الطبیعیة و السیاسیة اسس الدیمقراطیة فقد ضمت بین طیاتها،حریات الناس و مساواتهم فی الحقوق بلا تمییز،و حقهم فی التمتع بالحریة المدنیة و الملکیة، و الاطمئنان علی انفسهم و اسرهم،و حقهم فی مقاومة الطغیان و الظلم،و ان لا یعمل الانسان ما یضر علیه،و ان السیادة مستمدة من الشعب،و ان القانون یعبر عن ارادة الجمیع،و للمواطنین بانفسهم أو بواسطة نوابهم الحق فی صیاغته،و یجب ان یشرع القانون لمصلحة الجمیع بلا تمییز أو تفضیل، و من حق المواطنین جمیعا التطلع الی مختلف الوظائف و الرتب وفق کفائتهم و مقدرتهم،و محضور اضطهاد الناس لعقائدهم الدینیة و آرائهم ما دام ما یظهرونه من شعور لا یخل بالنظام العام،و یکون دفع الضرائب علی أساس عادل وفق مقدرة المواطن فی الدفع،و تقدیس حق الملکیة و عدم انتهاک حرمته،و لا یجوز حرمان فرد من ملکه الا لضرورة عامة تقرر بصفة مشروعة و یدفع نظیر نزع الملکیة مقدما تعویضا عادلا.
و الاساس الثالث للدیمقراطیة هو الحریة،و نظرة الدیمقراطیة السیاسیة الی الحریة تتجاوب مع المذهب الفردی و الحریة الفردیة و ما یدخل فیها من الحریة السیاسیة،أی حریة اختیار المواطن لحکامه و قد عرفت المادة الرابعة من حقوق الانسان معنی الحریة فقالت بان الحریة(تتکون من القدرة علی ما لا یضر بالغیر و مباشرة الحقوق الطبیعیة لکل شخص لا یرد علیها قید،الا ذلک الذی یکفل لغیره من أفراد الجماعة التمتع بنفس الحقوق و هذه الحقوق لا توضع الا بنص القانون)و الحریات هی الحریة المدنیة و هی تخص عدم رقابة الشخص أو ملکیة الفرد،و الحریة الدینیة أی حریة الفرد فی التعبیر عن آرائه الدینیة و الحریة السیاسیة و تشمل حق الفرد فی الاشتراک فی الحکم و الحریة الفردیة و هی اعفاء الفرد من الرقابة فیما لا یؤثر علی سلامة الجماعة."