خلاصه ماشینی:
"و لهذا بین النبی صلی الله علیه و سلم لمعاذ بن جبل رضی الله عنه فقه الأولویات الدعویة عند ما بعثه إلی الیمن،فقال له:«إنک تأتی قوما من أهل الکتاب،فلیکن أول ما تدعوهم إلیه شهادة أن لا إله إلا الله و أنی رسول الله،فإن هم أطاعوا لذلک فأعلمهم أن الله افترض علیهم خمس صلوات فی کل (1)السیاسة الشرعیة للقرضاوی ص 306.
المطلب الثالث تطبیق فقه الأولویات عند مواجهة التحدیات إن مجالات العمل التطبیقیة لمراعاة الأولویات فی مواجهة التحدیات المعاصرة کثیرة و متعددة،و لعلنا من خلال النقاط الآتیة نذکر أبرزها: أ-إن أول ما یجب أن یبدأ به الداعیة إلی شرع الله عز و اجل:إصلاح النفوس و تهذیبها و إعمار القلوب بالإیمان الصادق الصحیح،و هذه الخطوة الأساس هی الرکیزة الأولی لتطبیق الشریعة فی حیاة الناس،و مهما وجدنا من صعوبة و مشقة فی تحقیق هذا المنهج فی النفوس إلا أن أثره الإیجابی و المصلحی فی الواقع بعد ذلک یهون کل مصاعب التأسیس السابقة(و عند الفجر یحمد القوم السری)،و من هنا کانت أهمیة إقامة شریعة الله فی کل قلب حتی تقوم حقیقتها فی کل أرض.
إن التدرج المطلوب لا یقصد به التملص من بعض الشرع،فإن الشرع کامل و کله واجب،و لکن تطبیقه علی الناس فی أول أیام الحکم أو فی دعوة الناس له قبل الحکم،أو فی تربیة الدعاة علیه یسوغ للعالم المتأمل أن لا یتحدث به أو یطبقه دفعة واحدة،بل فی خطوات لا تبطیء به عن إقامة حکم الله عز و اجل و تطبیق شرعه،هذه الخطوات ینظر فیها إلی الأهداف بدقة و بصیرة و تحدد الوسائل الموصلة إلیها،و بالتخطیط و التنظیم و التصمیم تصل المسیرة إلی المرحلة المنشودة و الأخیرة التی فیها قیام الإسلام.."