خلاصه ماشینی:
"قال تعالی و الذین إذا أنفقوا لم یسرفوا و لم یقتروا و کان بین ذلک قواما 2و قال أیضا و لا تجعل یدک مغلولة إلی عنقک و لا تبسطها کل البسط فتقعد ملوما محسورا 3 و ظهر تعریف الصحة النفسیة بتحقیق التوازن عند الإمام الغزالی الذی قسم دوافع النفس إلی نوعین:دوافع الهوی(أو بواعث الدنیا)،و دوافع الهدی(أو بواعث الدین)(العثمان،1963)فدوافع الهوی شهوات و ملذات مادیة،حددها الله تعالی فی قوله: زین للناس حب الشهوات من النساء و البنین و القنطیر المقنطرة من الذهب و الفضة و الخیل المسومة و الأنعم و الحرث ذلک متع الحیوة الدنیا و الله عنده حسن الماب 4 و قد وضع الله هذه الشهوات فی الإنسان لفائدة حفظ حیاته،و استمرار نوعه فی تعمیر الأرض،مما یجعل ترکها بالمرة مذموما،و الاعتدال فی طلبها من حلال محمودا.
لکن بالرغم من أهمیة آراء فروید و جهوده فی میدان الصحة النفسیة فمن الملاحظ أن نظرته إلی نفس شبیهة بنظرة أفلاطون المتشائمة،حیث اعتبر فروید الإنسان شریرا بطبعه،تسیطر علیه رغبات حیوانیة،لا یقبلها المجتمع،و اعتبر قیم و أخلاق المجتمع لا تناسب طبیعة الإنسان،مما یعنی أن الصراع بین الأنا الأعلی و الهو و بین الفرد و مجتمعه،صراع حتمی و مستمر،و مهمة الأنا صعبة فی حل هذا الصراع لأن علیها کبت الرغبات التی لا تقبلها الأنا الأعلی أو لا یبارکها المجتمع،و علیها أیضا حبس هذه الرغبات فی اللاشعور،و منعها من الظهور فی الشعور،و عملیة کبت الرغبات لیست هینة لأنها-أی الرغبات لا تستسلم للکبت بسهولة،و لا تقبل الحبس فی اللاشعور بل تحاول الظهور و الإفلات من مراقبة الأناء."