خلاصه ماشینی:
"و أما ابن فارس فقد قال فی فقه اللغة:«من سنن العرب القلب،و ذلک یکون فی الکلمة،و یکون فی القصة(العبارة)؛فأما الکلمة فقولهم:جبذ و جذب و بکل و لبک،و هو کثیر؛و قد صنفه علماء اللغة،و لیس فی القرآن شیء من هذا فیما أظن3».
یقول هذا ابن فارس فی تقلیب واحد من(أجل)جاعلا له خمسة أصول أی معان عامة،فی حین أن أصحاب نظریة التقالیب یقولون بأن هذه المادة و تقالیبها الستة،المستعمل منها و الممات،و هی(أجل،ألج، لجأ،لأج،جلأ،جأل)تدور کلها فی إطار معنی عام مشترک.
ففی حین رآها بعضهم ممثلة للنضج اللغوی عند العرب و أنها أفعل من نظریة الإبدال فی تنمیة الثروة اللغویة1، أزری بها آخرون قائلین إن«القسمة العقلیة لمعرفة التقالیب المحتملة لمادة ما لیست إلا لغوا أو عبثا،و لو لا الرغبة فی تبیان مفاسدها لما سودنا بیاض هذا القرطاس بهذه التقالیب التی تشبه رموز الحساب أو اصطلاحات المنطق؛ فهی بهذا کله أبعد المباحث عن منهج فقه اللغة الذی لا تدرس فیه إلا الحقائق الظاهرة لمعرفة ماوراءها من الخصائص و الأسرار.
ج-أما التطبیق العلمی لنظریة القلب،و مدی الإفادة منها فی الاشتقاق و تولید ألفاظ جدیدة،و هو ما سمیناه الاشتقاق التقلیبی،فهذا ما یهمنا،و مع ذلک فلم نجد-علی حد علمنا-من المعربین و المصطلحیین من أفاد منه فیما ولده من ألفاظ و مصطلحات؛لکننا وجدنا دراسة مشفوعة بمثالین،یدعو فیها صاحبها الأستاذ عبد الله أمین إلی توظیف هذا النوع من الاشتقاق،یقول فیها:«و هذا الضرب من الاشتقاق یمکن الانتفاع به کالضرب السابق(الإبدالی)،و ذلک فی اشتقاق اسمین مثلا من أحرف مادة واحدة لمسمیین متشابهین فی الشکل و العمل أو فی أحدهما."