خلاصه ماشینی:
"و-إفقاد الأمة شخصیتها الإقتصادیة المستقلة،و ربطها بالعجلة الإقتصادیة الکبری لقوی الإستکبار العالمی،و بالتالی الإستفادة من هذه التبعیة لأغراض ثقافیة و سیاسیة، و التهویل من علو الفکر الغربی المتحضر،و محاولة إیجاد الرابطة الذهنیة بین الصلاح الفکری الحضاری و التقدم العلمی التکنولوجی باعتبار أن کلا منهما یواکب الآخر،و لما کان الثانی أمرا مرغوبا بشکل لا غبار علیه،فإن الأول یجب أن یتقبل بکل رحابة صدر!!
ز-القیام بمخطط واسع لغرس التصورات الغربیة فی أذهان أبناء العالم الإسلامی من خلال مناهج التربیة المحلیة و بالبعثات الطلابیة إلی الجامعات الغربیة،و إعداد الکادر العمیل فکریا،ثم العمل علی زرعه فی الجامعات المحلیة لیقوم بدور السلک الموصل لتلک الأفکار إلی الجیل الناشیء،و ما أشد الضربة التی وجهت للثقافة الإسلامیة الأصیلة من هذا المنفذ الخطیر،و إن ما نشاهده أحیانا من الفکر المرکب المزیج لهو حصیلة هذه العملیة الخطیرة.
هذا،و إذا شئنا تتبع کل الأسالیب التی استخدمها الإستکبار فإن ذلک یتطلب منا الکثیر من الوقت،و لذا فنحن نقتصر علی ما تقدم،مرددین من جدید أنه لو لا الفراغ الذی ابتلینا به لما استطاع العدو أن یتسلل إلی واقعنا،ذلک أن لنا من شریعتنا أقوی الحصون العقائدیة و الأخلاقیة و العملیة الأخری لو کنا أقمنا بیننا أحکام القرآن الکریم.
و تعمیق الفکر یتم أولا عبر تجنید علماء المسلمین أنفسهم لفهم الإسلام جیدا،و معرفة النظریات الإسلامیة العامة للحیاة الإنسانیة دون الإقتصار علی معرفة الأحکام الفردیة فی کل مجال فحسب،ذلک أن معرفة الخط الفکری الإسلامی العام،تساعدنا علی معرفة أفضل لتلک الأحکام نفسها،کما تسهل لنا عملیة المقارنة مع المبادیء الأخری و تجلیة جوانب العظمة فی الإسلام،و بالتالی تمهد بکل قوة لعملیة تطبیق الإسلام علی کل جوانب الحیاة."