خلاصه ماشینی:
"و تقلد الحزم الشریف کصارم کیما تنافح جیشها بجهاد فانظر لموت الناس بالعین التی ترنو بها لولادة الاولاد هاتیک مبدؤنا و هذا تمنا طوفان مستویان للنقاد بل آخر الطرفین خیرهما فخذ بالاعتبار به و الاستعداد أقول:إن حزن القلوب و سکب الدموع علی الاهل و المحبین أمر طبیعی لا یکاد یشذ عنه فرد من الافراد،و فی الحدیث«ان العین لتدمع،و ان القلب لیحزن»و ان السید الامام کان أشد الناس فجیعة بفقد استاذه الامام(رحمهما الله تعالی)و إنما غرضه ان هذه القوافل انتی ترحل عن هذه المنازل هی أسمی من أن تزول فی التراب زوال الهشیم من النبات،و إن هذه الارض لیست دار إقامة دائمة،و لکنها میدان واسع المدی متنائی الاطراف أوجده الحکیم المبدع و جعل ما علی وجهه زینة له،ثم سخره للسلائل البشیریة و دفعهم للعمل فیه و مکنهم من ذلک بما أودع فیهم من القوی الظاهرة و الباطنة،ثم هو ینشئهم النشأة الآخرة فیجازیهم بما کانوا یعملون: «أفحسبتم أنما خلقناکم عبثا و أنکم إلینا لاترجعون» ؟ أیحسب الانسان أن یترک سدی»؟ و هذا هو معنی قوله: بل آخر الطرفین خبرهما فخذ بالاعتبار به و الاستعداد ثم انه بعد اطلاعه علی شؤون الاجتماع،و سیاسة العصر،و بتأثیر مجالس المرحوم والده مع أصدقائه و قراءة الجرائد التی کانت تأتیه(و عنده بعض أعداد جریدة العروة الوثقی)ثم بتأثیر صحبة استاذه العلامة الشیخ حسین الجسر،و مطالعة المجلات العلمیة کالمقتطف و الطبیب،مالت نفسه لإدخال المعانی العصریة فی الشعر،فکان مما نظمه فی ذلک القصیدة التی سمیت(قصیدة الجاذبیة) و قد نشر أبیاتا منها فی المجلد الاول من المنار،و القصیدة الجمالیة التی خاطب بها السید جمال الدین الافغانی فی السنة التی جاء بها الاستانة،ثم نشرها فی المجلد الثانی من المنار،و القصیدة الشرقیة التی عاتب بها الشرق علی تأخره عن الغرب."