خلاصه ماشینی:
"و یمکن تتبع علاقات التفاعل بین أعضاء مجلس الأمن أثناء أزمة و حرب الخلیج من خلال سجلات التصویت علی القرارات أو مشاریع القرارات التی اتخذها المجلس فی الفترة من 2/8/1990 إلی 2/3/1991.
و لقد انتقلت حدة الصراع الایدیولوجی بین الشرق و الغرب فی إطار الأمم المتحدة إسراف الاتحاد السوفیاتی علی الخصوص و بقیة الدول الکبری الأخری علی العموم،فی استخدام حق النقض لعرقلة اتخاذ قرارات معینة تتعارض و مصالح الدول الخمس الکبری،الأمر الذی نتج منه فی نهایة المطاف إصابد مجلس الأمن بالشلل شبه التام و من ثم تحول محور الاهتمام و الصراع إلی الجمعیة العامة التی لا تتمتع فیها الدول الخمس الکبری بحق النقض.
فبالرغم من أن أزمة الخلیج عکست إلی حد ما صراع جنوب-جنوب علی الأقل فی بدایة اندلاع الأزمة،إلا أن بیانات الجدول رقم(1)تشیر إلی أن وجود و استمرار الصراع بین الشمال و الجنوب حتی فی ما یتعلق بمواجهة الأزمات الدولیة التی تهدد قضیة الأمن و السلم الدولیین.
و بعد دراسة و تفحص الجدول رقم(3)یمکننا ملاحظة النقاط التالیة: 1-إن امتناع معظم الدول،لا سیما الدول الغربیة مثل الولایات المتحدة الأمریکیة و برطانیا، عن التصویت علی التعدیلات التی اقترحتها کوبا علی مشروع القرار الأمریکی الخاص بوقف اطلاق النار فی الخلیج یعتبر فی واقع الأمر بمثابة معارضة و لیس مجرد اتخاذ موقف وسط یراوح ما بین التأیید و المعارضة.
فمن ملاحظة الجدول رقم(3)یمکننا القول إن کوبا هی الدولة الوحیدة التی صوتت علی مشاریع القرارات التی عرضت علی مجلس الأمن من خلال حرب الخلیج وفق سیاستها العامة بغض النظر عن السلوک التصویتی لبقیة أعضاء مجلس الأمن،و بالتالی یمکن وصف موقفها التصویتی بأنه الأکثر تمییزا (The Most distinctive Voting Position) مقارنة بالسلوک التصویتی لبقیة الأعضاء الدائمین و غیر الدائمین."