خلاصه ماشینی:
"و علی هذا،فالمترتب علی المرأة-کأم و زوجة-،أن تضطلع بالمهمة الأساسیة التی و کلتها الإنسانیة و طبیعة الحیاة إلیها،و أکدها الإسلام بمقتضی الفطرة،أما إذا استطاعت أن توفق بین عملها فی البیت و خارجه،دون إخلال ملحوظ بمصلحة الأطفال الأسرة،فلیس فی الإسلام ما یمنع من ذلک،بل یوجبه،و لا سیما عند الحاجة و ضیق الحال فی الأسرة،أو حین تقتضی المصلحة العامة ذلک،أما المرأة غیر المتزوجة،فلیس ثمة من عائق یحول دون إعدادها للحیاة علما و ثقافة و عملا فی نظر الإسلام،ما دامت ملتزمة جانب الإحتشام و الرزانة و قوة الخلق و العفة،و تجنب مواطن الشبهات و التبرج، بل أوجب فتح جمیع مجالات الحیاة العملیة أمامها بمقتضی ما أوردنا من نصوص،ثم هی مسؤولة عن تکوین نفسها علما و عملا:«العلم فریضة علی کل مسلم و مسلمة»،و لیس من فائدة معقو لة للعلم إلا العمل،فی سبیل أن تتمکن من المشارکة العملیة بجهدها لنفع نفسها و أسرتها،ممن تربطه بها علائق القرابة الواشجة،و لمصلحة المجتمع بعامة،و قد أثبتت المرأة جدارتها بل تفوقها فی کثیر من فروع العلوم التجریبیة،و لا سیما فی بحوث«الذرة»و تجاربها.
هذا و الحیاة الطیبة إنما تتحقق فی أمرین: -فی رفع مستواها أولا،و رفع مستوی الأسرة و المجتمع ثانیا،و لقد فهم الصحابة الذین عاصروا نزول الوحی هذا المعنی،فلم یکن منهم إنکار لنزول العدد السادس عشر 1408 هـ-1988 م المرأة إلی میدان العمل حتی میادین القتال،فکانت النساء یرافقن الرجال فی خوض المعارک،و فی أحلک الظروف،لا بمواساة المرضی و الجرحی فقط، و إلیک طرفا من أخبار هن: 1-اشترکت«نسیبة»مع الصحابة فی حمایة الرسول(ص)یوم أحد، و أصیبت بجروح عدیدة،و لقد کانت الحماسة تشتد بها فی الدفاع عن الرسول (ص)،حتی لقد قال(ع):«ما التفت یمینا أو شمالا إلا رأیتها تقاتل دونی»."