خلاصه ماشینی:
"إن هذه اللغة الوسیطة التی یصفها عبد الله العروی3،باللسان المقوعد هی المحور الأساسی الذی تقوم علیه اللغة العلمیة لتصبح سلسة قریبة إلی الإفهام، و ما الدور الذی تلعبه اللغة الأجنبیة إلا دور الوساطة بین المصطلحات.
إن هذه الوساطة أعجمیة تماما فی المراجع الأجنبیة،و فی أغلب الأحیان تکون ثقیلة بعیدة عن الطفهام لأن الغالبیة من المتعلمین لا یتقنونها إتقانا تاما،فهم إما یعودون إلی المعجم بحثا عن المعنی أو یهملون ذلک فیکون فهمهم لما یقرؤون منقوصا أو خاطئا أو یعیدون قراءة الجملة أو الفقرة أو البحث عدة مرات یمضون فی ذلک ساعات طوالا فی دراسة تحتاج إلی جزء قلیل من ذلک الوقت لو کانت اللغة الوسیطة قریبة إلی الإفهام4.
فکثیرون منا یعتقدون بأن التعلیم، و التعلیم العالی بالذات یجب أن یکون بلغة أجنبیة حتی یتسنی لنا متابعة ما یستجد من العلوم بأسرع ما یمکن،و هذا أمر خاطئ تماما إذا عرضناه للمناقشة.
و مرد ذلک أنه یستعمل لغة واحدة فی جمیع مستویات التعلیم فی محادثاته و کتاباته،و فی المصطلحات و اللغة الوسیطة أیضا،فأصبحت مقدرته علی استعمال اللغة عالیة الکفاءة نتیجة المراس المتکرر و المستمر فی جمیع مراحل التعلم و التعلیم و فی جمیع مناحی الحیاة الأخری أیضا.
قد یکون استعمال المصطلح الغربی معربا و خاصة إذا لم یکن هناک اتفاق علی مقابل عربی مرحلة ضروریة إذا کنا جادین فی محاولاتنا المتکررة لدفع الدول العربیة إلی تعریب العلوم.
و لکن ما أرید أن أنبه إلیه هو أننا أمام کم هائل من المصطلحات التی تداهمنا کل یوم،و إن أردنا إیجاد مقابلات عربیة لها جمیعا فإننا نکون أمام أمرین،کلاهما مر،أولهما طول الوقت الذی سیستغرقه ذلک إذا أردنا أن نجد المصطلح الأنسب، فتتراکم المصطلحات و یصبح إنجاز المهمة أمرا مستحیلا."