خلاصه ماشینی:
"و لکن هل نستطیع اعتبار الشکل المعماری کأحد عناصر الدفاع عن الهویة الثقافیة؟و هل یمکن أن نقول إن الصیغ البصریة الخارجیة التی تبناها المعماریون تعبر عن القلق الثقافی الذی بدأ یکتسح منطقة الخلیج،و خصوصا القلق علی هویة العمارة الخلیجیة بعد التغیرات الکبیرة التی و اکبت الطفرة الاقتصادیة فی سبعینیت القرن العشرین؟حتی نستطیع مناقشة هذه الأسئلة ربما نحتاج إلی أن نستعیر المفهوم الذی وضعه فلفلن (Wolfflin) و هو(الشکل الخارجی/المحتوی الضمنی)،فمن هذا المفهوم یمکننا اعتبار الأشکال المعماریة کمستقبلات توضع فیها المحتویات الفکریة و المعنویة التی تعبر عن معان محددة33.
إننا نفترض أن البحث الدائم عن الهویة فی البیئة العمرانیة سوف یجعل بعض الأشکال فی حالة تغیر مستمر لأن هذه الأشکال اختیرت جماعیا کوسط یعبر عن هویة مستخدمی تلک الأشکال،کما أننا نفترض أن التغیر فی الشکل لا یعنی مطلقا غیاب الهویة،إذ ان المجموعات البشریة غالبا ما ترغب فی التعبیر عن روح العصر الذی تعیش فیه ظاهریا من خلال استخدام بعض الأشکال التی تعبر عن تقنیات ذلک العصر و إن کانت حقیقة ما زالت تقلیدیة فی قیمها.
و الحقیقة أننا لو أمعنا النظر فی البیئة العمرانیة من حولنا و أرجعنا بعضا من هذه الأشکال المعماریة إلی أصولها و تتبعنا تطورها تاریخیا فسوف نکتشف الکثیر من التحولات التدریجیة التی مرت بها هذه (47) Eli Hirsch,The Concept of Identity(New York:Oxford University Press,1982),p.
إذا هناک أشکال معماریة لدیها القدرة علی مخاطبة الذاکرة الجماعیة،کما هو الحاصل لملقط الهواء الذی خاطب الذاکرة الجماعیة الخلیجیة من ناحیة بصریة،فإذا کان قد أوحی لمصمم مقر الأمانة العامة بقیمته الرمزیة،کذلک فإن کثیرا من المبانی الحکومیة و حتی السکنیة فی المدینة الخلیجیة المعاصرة استخدمت هذه القیمة البصریة الرمزیة،ذلک أن الحاجة إلی إیجاد معان یقرأها الناس تحقق نوعا من التوازن الثقافی بین المحلی و العالمی أصبحت حاجة ملحة فی وقتنا الحالی."