خلاصه ماشینی:
"و غالبا ما یکون الممسکون بأزمة الأمور فی البلدان و مدیروها من أولئک المتخرجین فی تلک الجامعات ذاتها،فهم یدخلون أوساط مجتمعاتهم،و یدیرون بلدانهم و هم حاملون مثل هذا الإحساس بالحقارة و الدونیة و مثل هذه الأفکار، و لذلک فإن النتیجة الوحیدة المترتبة علی ذلک هی أنهم سیفتحون أبواب بلادهم علی مصاریعها فی وجه الأجانب،و یضعون تحت تصرفهم الثروات الطبیعیة و المعادن الموهوبة لهم من لدن الله-تبارک و تعالی- بأسعار تافهة و زهیدة،و یأخذون منهم- بدلا من ذلک-مقادیر من البضائع الکمالیة و غیر الضروریة و یعطونها للناس،و یجعلون بلدهم تابعا للأجانب من النواحی الاقتصادیة و العسکریة و الثقافیة و السیاسیة و مرتبطا بهم،و فی بعض الأحیان یمدون ید العوز و الحاجة إلی أولئک الأجانب،طلبا لدعمهم فی إدارة البلاد،و تأمین احتیاجات 2lالناس،و یقترضون منهم-بعد آلاف المنن-قرضا و یوقعون علی وثیقة ارتباطهم و عمالتهم الدائمة لهم.
و یقول(قدس سره):«إن استقلال أی مجتمع و وجوده ناشئان من استقلال ثقافته،و من الغباء أن یتصور أحد أنه مع وجود التبعیة الثقافیة یمکن صیانة الاستقلال علی باقی الأصعدة أو علی أحدها،فلیس عبثا و لا من باب المصادفة أن یکون الهدف الأساس للمستعمرین- 1lو الذی یأتی علی راس قائمة أهدافهم- مهاجمة ثقافة المجتمعات التی تقع تحت سیطرتهم،و لیس من قبیل المصادفة کذلک أن تکون مراکز التربیة و التعلیم فی الدول- و من بینها إیران-بدءا بالمدارس الابتدائیة و انتهاء بالجامعات-أهدافا لأعمال المستعمرین العدائیة و خصوصا الغربیین و لقد أدت هذه الخدمة الکبیرة للغرب و الشرق الأقلام و الألسن التی أصحابها من المغربین و المشرقین عن وعی أو عن غیر وعی-و أساتذة الجامعات المغربین و المشرقین طوال فترة تأسیس الجامعات و خصوصا إبان العقود الأخیرة»12."