خلاصه ماشینی:
"و الذی اراه هو ان«الاقطاع»اکتسب بمرور الزمن مفاهیم متعددة،من منح ارض بملکیة دائمة أو مدی الحیاة أو لفترة محدودة،الی منح وارد الارض بدل العطاء و بعد ان کان الاقطاع من الصوافی و الارض الموات و من ضیاع الخلافة،اتسع الی الاراضی الخراجیة.
یری لوکجارد lokkogaard بذرة الاقطاع فی نظرة اهالی الواحات،الذین تحکمهم عوائل ارستقراطیة(أولیجارکیة)الی الارض،ثم نمو هذه البذرة فی اطار دولة ثیو قراطیة بتأثیر النظام الهلینی المعروف ب locatie أو ضمان جبایة الضرائب من جهة،و النظرة الایرانیة لأراضی الرعیة باعتبارها فی الاساس ملک الدولة(أو الملک)من جهة اخری.
ففی القرن الرابع حصل النبلاء علی حق الحمایة autopragia ، و ذلک یعنی عدم دخول الجباة اراضیهم،و دفعهم للضرائب بصورة مباشرة،و هذا الامتیاز مع ظلم الجباة و عسفهم،جعل الملاکین الصغار و أهل القری یضعون اراضیهم تحت حمایة،النبلاء،لیتحولوا الی مزارعین أو فلاحین یرتبطون بالتربة.
حین ننظر الی الوضع فی مطلع القرن الرابع نهلجری،نلاحظ ان اقطاع یعنی منحها بملکیة تامة بها فی ذلک حق توریثها،و کانت الاقطاعات عادة من هذا النوع2.
و باستثناء فترة قصیرة من التحدید (زمن عضد الدولة)4فان الاقطاع العسکری اتسع لیشمل حتی الریف حول بغداد5، و فرض علی اصناف الاراضی المختلفة،و بمرور الزمن هرب بعض الملاکین،أو تخلفوا عن اراضیهم لاصحاب الاقطاع لیصبحوا مزارعین او فلاحین عندهم6.
2 و حین نأتی الی الماوردی(450 هـ/1058 م)الذی کتب فی اواخر العصر البویهی، نراه یکشف ضمنا عن بعض التطورات التی حصلت فی هذا العصر،فحدیثه عن اقطاع التملیک انما هو تعبیر عن الاقطاع بمفهومه الاسلامی المعروف."