خلاصه ماشینی:
"و لا عبرة بجمیع ما نسمع من القرارات فأین«قومندة» القائد یا تری لتمده بتیار من روحها یدفعه الی«حلوان»کما یدفع التیار الکهربائی«المترو» الی«مصر الجدیدة»؟ إننا نرید الاقتداء بترکیا الحدیثة فیما أنجزته فیها الید القاهرة من الاعمال الباهرة فی فتح الطرق و مد السکک الحدیدیة و انشاء المصانع و رفع شأن اللغة و تحقیق سیادة الامة و ما الی ذلک من المنجزات المعجزات التی تجعل الترکی سیدا فی وطنه،و لکننا لا نرید العیوب التی تلازم الادارة العسکریة عادة و فی مقدمتها خنق حریة الفرد بحیث لا یتسع المجال أمامه لاظهار نبوغه و استقلاله،و ما دام الارتقاء احتکاکا قائما بین المیزات الفردیة فکل خنق للفردیة قضاء علی الارتقاء،و التجانس التام معناه الرکود المؤذن بالتعفن و الانحلال ثم اذا أخطأ القائد الاکبر فی الادارة العسکریة لا یستطیع أحد أن یناقشه الحساب عادة لیوقفه عند حده،و اذا تکرر هذا الخطأ و انتقل الحال بالدولة من سیء الی أسوأ فلا نجاة للامة إلا بالثورة-شأن سائر الادارات الاوتوقراطیة القاهرة،و لکن الثورة علی الادارة العسکریة ثورة محفوفة بالتهلکة و کلفا باهظة جدا و قد لا تقوم للامة بعدها قائمة و قد لحظنا فی عدد من عقلاء الترک المتزنین لا یحصی ألما تکاد تذوب له نفوسهم علی هذه الروابط الجلیلة المقدسة التی تربطهم بالشرق و التی تعمل«القومندة»العسکریة فی غیر تفکیر کبیر لتفکیکها،و ربما کان قطع أواصر الاتصال بالثقافة الماضیة التی دامت مئات السنین فی المقدمة،و مع ذلک فلا ینبسون ببنت شفة و لا یجرءون علی الاتیان بحرکة واحدة تنم علی ما فی نفوسهم خشیة أن«یخدشوا أذهان»أولی الأمر."