خلاصه ماشینی:
"و لکن هذه الأرقام التقریبیة،إذا أخذت علی ظاهرها،لا تبین الحجم الحقیقی للأثر الاجتماعی- الاقتصادی لظاهرة تنقل قوة العمل بین الاقطار العربیة للأسباب التالیة: 1-إن الهجرة للخارج هی ظاهرة إنتقائیة،بمعنی أن المهاجرون من بلد ما لیسوا عینة ممثلة لقوة العمل أو السکان من هذا البلد.
و یعنی هذا أنه إذا کان هناک حوالی 2 ملیون عامل عربیخ وافد من الاقطار العربیة النفطیة فی لحظة ما فی بدایة الثمانینات،و استمر هذا المعدل،فإن عدد العمال العرب الوافدین علی مدی فترة زمنیة طویلة نسبیا سیکون اکثر من ذلک کثیرا و مؤدی هذا الوضع أن عدد العرب من عاملین و معولین من الذین تصلهم آثار هجرة قوة العمل للخارج بشکل مباشر،علی مدی فترة زمنیة طویلة نسبیا،ربما یصل لغالبیة السکان فی بلدان المنشأ.
و من شأن رغبة قطاعات کبیرة من قوة العمل فی بلد الأصل علی الهجرة مؤقتا بغرض العمل فی الأقطار العربیة الغنیة بالنفط من أجل تخفیف ما یعانونه من ضغوط إقتصادیة فی بلادهم،أن تعزز حالة اللامبالاة السائدة فی الأقطار العربیة المصدرة للید العاملة،التی من المؤکد أن لها جذورا اجتماعیة و سیاسیة،و تعانی هذه البلدان من تآکل شعور مواطنیها بالانتماء و رغبتهم فی المشارکة فی مشروع من مشاریع التنمیة الوطنیة.
غیر أن العودة الجماعیة تقترن عاة بانخفاص فی مجموع التحویلات،و هذا معناه أن المزایا القصیرة الأجل التی تعود علی الاقتصاد الکلی من الهجرة تبدأ فی الانحسار و سیکون علی بلد الأصل ان یواجه العدید من المشاکل الاجتماعیة و الاقتصادیة التی تتمیز أساسا بحالة من التفکک الاجتماعی و العجز عن تلبیة النمط الاستهلاکی فی سنوات ذروة الهجرة بسلع من الانتاج المحلی الذی لم یتطور تطورا ملحوظا خلال تلک السنوات."