خلاصه ماشینی:
"و حسبکم ما وصلت الیه الهندسة،و لا مناص من وقفة طویلة أو قصیرة حتی تصل الاخلاق الی الحد الذی تمشی فیه مع الهندسیة جنبا لجنب کم یکون جمیلا من المهندس لو رفع صوته قائلا للناس:«ان الحرب من طبیعة البشر» أکذوبة کبیرة أضفی علیها القدم و التکرار مسحة القول الحق،و ما هی من الخلق فی شیء، لو لا عجز الساسة من جهة،و استغلال الحروب لمآ رب و ضیعة و صغیرة من جهة أخری قل لهم ان الوطنیة أفق ضیق و مجال غیر حیوی،أما الملاذ الحق فهو الانسانیة تتسع لکل جنس و لون و دین،و ینضوی تحت لوائها العالم بأفراده و جماعاته و أممه الصغیرة و الکبیرة علی حد سواء قل لهم فی دائرة الحب المتبادل انک مستعد لتعمل فی سبیل الخیر و الجمال،و ان فی معامل البحث و فی دنیا الهندسة مئات من النظریات التی ستستحیل الی عملیات تنعمون بها اذا ما وضعت الحرب أوزارها،حتی اذا ما أتت سنة 2000،وجدتم أن خیال الیوم صار حقیقة الغد،أذکر لهم علی سبیل التمثیل: ان الهندسة-فی سبیل الوحدة العالمیة و توزیع برکاتها علی الناس جمیعا-تعمل جاهدة علی اقامة محطة تولید کهربائیة واحدة فی وسط أحد المحیطات لتقذف الالکترونات فی أجواء العالم المختلفة علی أن یکون فی کل بلد من بلاد العالم محطة استقبال لجمع هذه الالکترونات و اعادة توزیعها فی شکل تیار کهربائی یستعمل فی جمیع مرافق الحیاة کذلک وصلت الهندسة الی تحقیق أمر یبدو غریا هو الآخر،ذلک هو تسییر قطار بسرعة تصل لمائه و خمسین کیلو فی الساعة بدون استعمال أی قوة من القوی المعروفة فی الهندسة التطبیقیة الیوم،فلا فحم و لا مازوت و لا کهرباء تولد بالمحطات المختلفة."