خلاصه ماشینی:
"نظرا لأن الموضوع العام لهذه الندوة الدولیة هو التداخل بین اللغات فسأتحدث عن آثار التداخل بین العربیة و العجمیة فی أمثال الزجالی و آثار التداخل بین العربیة و البربریة فی ملعبة الکفیف الزرهونی و سأبدا الأول فأقول: لقد وردت نصوص متعددة تشیر إلی أن أهل الأندلس عامة و العجم منهم خاصة،کانوا یعرفون العجمیة (الرومانثیة)و قد بنی الدارسون المحدثون من المؤرخین و اللغویین علی هذا وجود الازدواجیة أو التعددیة اللغویة فی المجتمع الأندلسی،و إذا کانت"خرجات"الأزجال و غیرها تشهد لهذا فإننا نلاحظ أن الأمثال، و منها أمثال الزجالی و أمثال ابن عاصم،یندر فیها وجود الکلمات الأعجمیة،و کان المنتظر حسب ما یذکر من انتشار العجمیة فی البیئات الشعبیة أن یکون عدد الکلمات العجمیة کثیرا فی الأمثال المذکورة،و أما أثر العجمیة فی الشعر الفصیح فإنه أندر من الکبریت الأحمر،و إذا کنا نجد ظرفاء عباسیین یملحون أشعارهم بکلمات فارسیة و ظرفاء مصریین یملحون أبیاتهم بکلمات ترکیة فإننا لا نجد مثل هذا لدی الشعراء الأندلسیین إلا نادرا،و من ذلک تلکم المداعبة الشمهورة التی جرت بمجلس عبد الرحمن الناصر بین عبد الملک بن جهور و أبی القاسم بن لب و فیها یقول هذا الأخیر: لو لا حیائی من إمام الهدی نخست بالمنخس"شو قول" و"شو قول"هی: su culo 1 و من ذلک أیضا ما جاء فی اقتباس الأنوار للرشاطی(و هذه الشهرة مبنیة علی کلمة أعجمیة):"وقش:قریة یثغر الأندلس،قال بعض المجان: جاریة أبصرتها ناهدا فی قریة تغزی إلی وقش قلت لمن نهداک یا هذه قالت برومیتها:"توش"2 معنی توش متاعک"."