خلاصه ماشینی:
"و لا داعی لإیراد نماذج أحری من منقولات جوزیف دیبارمی عن ردود الفعل اللغوی من خلال الصحب التی صدرت قبل 1931 م و قد نشأت جمعیة العلماء فی هذه السنة (1931 م)و کان برنامجها ینص علی أن تعلیم اللغة العربیة یمثل حجر الزاویة فی وجودها،و کل أدبیات الجمعیة و حرائدها و حطب رجالها و أعمالهم تشهد علی ذلک.
و نتیجة لذلک الضغط المتوصال و اعترافا بالأمر الواقع أعلن الفرنسیون سنة 1947 م فی القانون الخاص بالجزائر أن تعلیم اللغة العربیة سیکون إجباریا و رفعوا عنها صفة اللغة الأجنبیة3 و منذ الثلاثیات ظهرت حملة منسقة ضد اللغة العربیة باعتبارها أحد مقومات الهویة الوطنیة،و تجلت الحملة فی غلق المدارس الحرة و التأکید علی اعتبار العربیة لغة أجنبیة و اضطهاد المعلمین الأحرار، و عدم الترخیص بفتح المدارس،و قمع الصحف العربیة،و صدور تصریحات معادیة تولاها کبار المسئولین الفرنسیون، کما أطلقوا العنان لبعض الاندماجیین الجزائریین لمهاجمة القومیة العربیة الوطنیة و الدعوة إلی أن الفرنسیة هی لغة الحضارة للجزائریین4کما أن الصحف الفرنسیة ذات الاتجاهات المختلفة،بما فیها الاتجاه الشیوعی و الاشتراکی، أخذت تهاجم اتجاه جمعیة العلماء و الحرکة الوطنیة.
و حملة مارسال موران ضد الشریعة الإسلامیة و دعوته لإخراج العرق البربری منها،و ادعاءات جان سیرفیه بأن العربیة الدارجة خلیط من الفینیقیة و غیر متصلة بالإسلام و المسلمین2 و کان رد عبد الحمید بن بادیس علی لویس ماسینیون جزءا من هذه الردود،فقد ادعی هذا المستشرق أثناء سفره إلی القاهرة ذات مرة لحضور اجتماع مجمع اللغة العربیة بأن"اللغة العربیة لیست غریبة عنا-الفرنسیین- فهی جزء من تراثنا القومی"،فرد علیه ابن بادیس قائلا:إن ماسینیون لو أراد حقا خدمة العربیة لنصح حکومته الفرنسیة بالتوقف عن الإساءة إلیها فی الجزائر حیث هی محاربة و تعلیمها مضطهد و لطالبها بجعل اللغة العربیة لغة (1)أحمد توفیق المدنی(کتاب الجزائر)ص 344."