خلاصه ماشینی:
"فعقدت من أجله الندوات و المؤتمرات علی المستوی العربی و علی المستوی القطری، و اتخذت التوصیات و القرارات،و کتبت بحوث و دراسات قیمة تعالج جمیع القضایا و الصعوبات التی تعترض عملیة تعریب التعلیم الجامعی و لا أبالغ إذا قلت:إنها لو جمعت لجاءت فی عدة مجلدات،و علی الرغم من ذلک کله فما زال کثیر من الکلیات العلمیة و الجامعات فی الوطن العربی یتخذ من الإنجلیزیة أو الفرنسیة لغة للتدریس فی الجامعات العربیة،و لا سیما فی مرحلة الدراسات العلیا و البحث العلمی،و مع ذلک کله فإن هذا الوضع لیشکل مسوغا کافیا لعقد المؤتمرات و الندوات و تطویر أعمال مجامعنا اللغویة العبیة و استنهاض همم علمائنا و مفکرینا من أجل الانتقال من مرحلة النظریة و التوصیات إلی مرحلة التطبیق و الالتزام بالتنفیذ.
نحن لا نزعم أننا نأتی بجدید فی هذه البحوث،و لکننا نری أنه لا بد من متابعة الدراسات و استمرار الندوات و المؤتمرات،حول هذا الموضوع،و إن جری فیها تکرار الأفکار و ترداد ذکر الحجج و الوسائل،حتی یتسنی تحقیق الهدف،بتعریب التعلیم الجامعی فی الوطن العربی،و إعادة السیادة للغة العربیة فی أوطانها،و جعلها لغة العربیة فی أوطانها،و جعلها لغة التدریس الجامعی و البحث العلمی، و تعمیق مفهوم أن تعریب التعلیم فی جمیع مراحله و لا سیما الجامعیة منها أصبح ضرورة حتمیة لتحقیق أهداف أمتنا العربیة فی اللحاق برکب الحضارة الحدیثة و التخلص من التبعیة الفکریة، و ذلک من خلال بناء تربوی،یفضی بأمتنا إلی الإبداع العلمی و صنع تقنیاته من ناحیة و من ناحیة أخری یفضی بها إلی المحبة و التأخی و الحدة،فاللغة کما أجمعت البحوث اللغویة و النفسیة و الاجتماعیة،لیست أداة للقول و وسیلة للتعبیر فحسب،و لکنها وسیلة التفکیر و تجسیده فهی الفکر نفسه فی حالة التفکیر."