خلاصه ماشینی:
"و لا حاجة للسیر مع ابن سینا فی جمیع نظریاته النفسیة لأن الشیء المهم لدینا هو ینبوع هذه النظریات و قد علمنا من هذه النظریات العابرة أن ابن سینا یتمشی مع أرسطو جنبا الی جنب فی جمیع المراحل ما عدا؟؟؟ما یناهض الوحی الأمر الذی یناهضه ابن سینا و ینقضه و یجنح الی ما یجعلنا نتصور أنه یأخذ بنظریات أفلاطون و الافلاطونیة الجدیدة و هو و إن کان فیه شیء من الاحتمال إلا أن الشیخ الرئیس حافط علی مبدئه الدینی کمسلم یؤمن بالله و بالروحانیة و الخلود، و إذا سلمنا أن الإسلام قد جاء بکل هذه التعالیم و أقرها بصراحة فلا حاجة لأخذها من مصدر آخر فالأفلاطونیة الجدیدة مع ما فیها من الروحانیة و السمو المثالی نجدها فی أمور کثیرة تخالف الدین أیضا و لکنها أقل خطرا من نظریات (1)علم النفس لابن کیفا الباب 12 و 13.
أما دراسات ابن سینا فی ماوراء الطبیعة فانها تکون مزیجا عجیبا من آراء أرسطو و أفلاطون و الدین إنما الأساس من حجارة نحتتها ید أرسطو و قدمتها ید ابن سینا بناء شامخا بآراء أفلاطون و کل ذلک لیستظل به الدین أو بعبارة أکثر صراحة ان ابن سینا حاول التوفیق بین الفلسفة و الدین بل أراد إخضاع الفلسفة لخدمة الدین و إثبات نظریاته اللاهوتیة و یظهر أنه فی عصر ابن سینا شاعت هذه الطریقة بین الفلاسفة و هی التوفیق بین الفلسفة و الدین و إخضاع الفلسفة للتعالیم الدینیة لأننا نجد فیلسوفا مسیحا معاصرا لابن سینا هو الحسن بن الخمار الذی کان موجودا سنة 997 یعالج الموضوع بنفس الطریقة التی عاجله بها ابن سینا و ألف کتابا فی التوفیق بین رأی الفلاسفة و النصاری1و هذا ما عمله قبل هذا التاریخ أیضا بعدة فرون کثیرون من فلاسفة الشرق الذین کتبوا (1)الفهرست ص 370."