خلاصه ماشینی:
ماذا یکونه مصیر هذه المذاهب?هذا ما یجیب عنه هذا الطقال القیم المذاهب الاجتماعیة تتناول الأساس الذی یقوم علیه حکم المجتمع و تنظیمه،و هی علی هذا الاعتبار فی الوقت الحاضر ثلاثة أصول کبری تشتمل علی کثیر من الفروع هذه الأصول الکبری هی(1)الدیمقراطیة و(2)الدکتاتوریة سواء سمیت بالنازیة أو الفاشیة شو(3)الشیوعیة و لا نذکر معها النقابیة أو الفوضیة لأنهما لا تقومان الآن و لا ینتظر قیامهما فی بلد من بلدان العالم فی المستقبل القریب أما الدیمقراطیة فهی علی أحدث ما تکون«نظام التعاون علی الحکم بین جمیع العناصر و الطبقات التی تتألف منها الأمة» و أما الدکتاتوریة فهی سیطرة انسان واحد علی الامة بأسرها،أو فناء الفرد فیما یسمونه بالدولة،ثم تشخیص الدولة فی ذلک الانسان الحاکم بأمره و أما الشیوعیة فهی سیادة الطبقة السفلی تمهیدا لالغاء جمیع الطبقات فماذا یحدث لکل مذهب من هذه المذاهب الاجتماعیة الکبری اذا وقعت الحرب المحذورة؟ قبل کل شئ یجب أن نذکر ان کل مذهب من المذاهب التی أسلفناها له رکن ضروری یتوقف علی فی الحقیقة أو فی رأی أتباعه و الداعین الیه فالدیمقراطیة تتوقف علی التجانس بین الاقوام الذین تتألف منهم الدولة،و علی التکافؤ بین طبقات المجتمع بحیث لا تطغی واحدة منها علی الأخری لانحصار الثروة أو المناصب الموروثة فیها و الدکتاتوریة تتوقف علی وجود الدکتاتور و علی وجود الحالة الحماسیة التی تشیع فی الأمة فتهون علیها قبول التضحیة و احتمال الحرمان من أجل غایة ترمی الیها و تعلق جمیع الآمال علیها،و کثیرا ما تکون هذه الغایة انتصارا علی أعداء متهمین بظلم تلک الامة و اهانتها و السعی الی تحطیمها و القضاء علیها و الشیوعیة تتوقف عند أصحابها علی بلوغ التقدم الصناعی غایته القصوی و انتهاء الاستعمار «الامبراطوری»الی مرحلته الأخیرة.