خلاصه ماشینی:
"أما الأطراف المسیحیة الأخری فتم إبعادها من الحکم بوسائل مختلفة:حزب الکتائب من خلال إحراج قیادته بقانون انتخابات 1992 و بتوقیت الانتخابات المفروض،ما أدی إلی إخراجه من العملیة الانتخابیة،و من ثم سمیر جعجع الذی أخرج من مقر إقامته إلی السجن فی العام 1994 و جری حل القوات اللبنانیة قبل إصدار الحکم علیها بتفجیرها کنیسة علی مقربة من بیروت.
لکن الجدید الذی نتج فی لبنان ما بعد الحرب یتمثل فی إحباط الممانعة عند المسیحیین،حتی تلک التی قد تؤدی إلی مردود إیجابی علی الأطراف کافة،و بالتالی علی العیش المشترک.
هل إن فی المطالبة بالتمثیل المتوازن فی السلطة و بحمایة الحریات العامة و احترام القوانین و إعادة المهجرین و إصلاح المؤسسات محاولة لاستعادة مواقع سلطة و نفوذ؟و هل فی تصحیح الخلل مصلحة فقط للمسیحیین دون سواهم من اللبنانیین،و کأن فی الموقف الرافض قبولا ضمنیا بالتضییق علی الحریات و الإمعان فی مخالفة القوانین و انتهاک حقوق الإنسان؟و هل المبدأ السائد منذ انتهاء الحرب،مبدأ «القطار الماشی»بمن حضر،مع الرکاب أو بدونهم،علی السکة أو خارجها،فی مصلحة اللبنانیین؟ لعل ردود الفعل الحادة التی صدرت عن بعض القیادات الإسلامیة النافذة علی مضمون نداء السینودس من أجل لبنان(و الذی استعادة الإرشاد الرسولی بکلام أکثر دیبلوماسیة)أفضل تعبیر عن الهوة الفاصلة فی المواقف و الآراء.
أما الاعتراض علی التعددیة و المطالبة بالتعبیر عنها بالتنوع،فماذا یغیر فی المضمون؟فإذا لم یکن لبنان متعددا،أو هو متنوع(و الکلمتان یعبر عنهما بالأجنبیة بکلمة واحدة (plural) ،فهل هذا یجعله مجتمعا متجانسا؟و إذا کان فعلا متجانسا، فالکلام فی العیش المشترک عندئذ یکون کلاما خارجا عن الموضوع؟ الموضوع الآخر یطاول الشق الخارجی فی السیاسة اللبنانیة فی المرحلة الحاضرة:تحدید مضمون السیادة الوطنیة،و من ضمنها طبیعة العلاقات اللبنانیة-السوریة،المادة الخلافیة الأبرز،إذ إن الاحتلال الإسرائیلی لمناطق لبنانیة متوافق علی رفضه من اللبنانیین کافة."