خلاصه ماشینی:
"فالشعب الإیرانی شعب مسلم،محتواه الثقافی الأساسی الفاعل هو الإسلام،عقیدة و شریعة و أخلاقا و لیس له أی محتوی ثقافی آخر قدیم أو حدیث،فقدیمه قبل الإسلام تاریخ انقطعت صلته به فی باطن النفوس و فی ظاهر الحیاة،و محاولة التغریب التی تعرض لها فی العصر الحدیث لا تعدو أن تکون محاولة تزویر لشخصیته بمحاولة زج ثقافة غریبة علیه بعیدة عنه و جعلها بدیلة عن الإسلام کقوة ثقافیة فاعلة بتحویل الإسلام إلی حالة ثقافیة هامشیة.
کما أن الرجال القیادیین فی هذه المؤسسات کانوا-بطبیعد الحال-فی الغالب یمثلون الطبیعة الثقافیة لنظام الحکم و فلسفته نتیجة لتأثره بالمحیط الذی نشأوا فیه و الاعداد الذی أهلهم لشغل هذه المراکز القیادیة فی تلک المؤسسات و هذا ما جعل مؤسسات النظام القدیم فی حالة تعارض کاملة مع الواقع الإسلامی الجدید بمجرد إعلان الجمهوریة الإسلامیة،و هذا ما زاد فی حدة التضاد و التناقض بین هذه المؤسسات و بین الشعب بما له من محتوی ثقافی إسلامی،و بما تشکل له من قیادة جدیدة متمثلة فی إمام الأمة الخمینی و حکومة الجمهوریة الإسلامیة.
و بالنسبة إلی هذه المسألة یمثل المجتمع الإیرانی جانبا من الأمة الإسلامیة التی تعرضت جمیع شعوبها و جمیع أوطانها لعملیة غزو ثقافی قادته قوی الاستعمار القدیم منذ نشوء أوروبا الاستعماریة،و تتابع هذا الغزو و حتی الان قوی الاستعمار الجدید مسلحة فی الحالی بتقدمها العلمی و التقنی و قوتها العسکریة.
و قد کان الشعب الإیرانی أحد المجالات التی نشطت فیها عملیة الغزو الثقافی الغربی فی محاولة ألقی النظام السابق فیها بکل ثقله،و استهدفت عملیة التغریب تحویل الإسلام من طاقة محرکة و فاعلة علی صعید السلوک الی مجرد عاطفة مجردة و طقوس،و فی المقابل بذلت جهود هائلة لفرض نمط الحیاة الغربی علی جمیع أوجه الحیاة فی إیران."