خلاصه ماشینی:
"و اذا کان البعض یجد فرقا بین هو الدین الذی یوحی بالفروق مع الآخرین و بین ما هو الفکر العلمانی الذی یمثل قاسما مشترکا بین کل الفئات الوطنیة فی البلاد،فاننا نجد مثل هذا الحدیث ینطلق من اعتبار الدین حالة ذاتیة لا عقلانیة،و نهجا عبادیا لا حیاتیا مما یمکن ان یبقی فی رعایة الفکر الآخر و من اعتبار العلمانیة فکرا یلتقی الانتماء علیه من خلال انه الحل الشامل للساحة و لکننا لا نوافق علی ذلک بل نری العلمانیة ضدا للاسلام فیما هو الفکر فیما هو المنهج،او فیما 5-و تقف فی نهایة المطاف أمام الموقف الحاسم الذی تقفه الحرکة الاسلامیة من المعادلات الاقلیمیة و الدولیة لیکون موقعها فی الموقع المضاد و المواجه لکل الدول و المعسکرات و المحاور السیاسیة فی العالم،مما یجعل التطرف صفة متواضعة فی هذا الاتجاه حتی لا نمنحها صفة الجنون و اللاعقلیة و لکننا نلاحظ علی الامور التی اثیرت فی هذه النقطة الخامسة الأخیرة و ذلک من خلال بعض الملاحظات.
*** الملاحظة الثالثة:ان الواقعیة فی التحرک فی القضایا الاسلامیة السیاسیة لیست بعیدة عن الاسلام و ذلک من خلال الطبیعة المرحلیة المتمثلة فی التخطیط المرحلی للوصول الی الاهداف، و من خلال الظروف الموضوعیة التی قد تجمد بعض المخططات لمخططات اکبر و تحرک بعض العلاقات التی کانت تحمل معنی سلبیا لمصلحة علاقات ایجابیة اقوی مما یحقق نوعا من المرونة التی لا تبتعد فیها الوسائل عن الشرعیة عند ما تقترب من الواقعیة لأن القاعدة الشرعیة العقلیة فی مسألة التزاحم بین المصالح و المفاسد تفرض تقدیم المصلحة الأکثر اهمیة علی المصلحة التی هی الأقل من حیث الأهمیة،و هکذا تسقط المفسدة التی توحی بحرمة متعلقها امام المصلحة الکبری التی تجمد الحرام لتحوله الی حلال فی النطاق العملی الذی تنظف فیه الغایة قذارة الوسیلة."