خلاصه ماشینی:
"تقنین المعرفة فی حدود الزمن: و من آثار الفوریة و اللحظویة فی نقل الأفکار و الآراء ان«الحاضر»هو الذی باب ینأی بثقله علی هذا الانسان فی هذه الحضارة و هذا ما تم ترجمته فی المنهج الاعلامی بـ«الآنیة» و«الجدة»بل و بات الاعلام یعرف بـ«الجدید»20أی أن المعرفة و الثقافة الجماهیریة(ثقافة وسائل الاتصال)تخضع لرؤیة تقویمیة للزمن فکل ما هو حادث أی لا یزال فی«الحاضر»له من الأهمیة ما یجعله«حدثا»أو«واقعة تاریخیة»فی حین أن القدیم و الماضی یندثر أو تنخفض قیمته و کل ما ازداد فی الزمن بعدا کلما کان فاقدا للقیمة.
و إما من احداث أخری لها الصفة التراکمیة،و قد یتحول بعضها الی«حدث تاریخی»من صنیعة وسائل الاتصال و إن لم یکن لهذا الحدث تلک الصفة فإن للإعلام من القوة و الاقناع و التأثیر بحیث تتحول الوقائع الصغیرة الی أحداث تاریخیة،و تصبح کذلک من بعد من خلال الأثر الذی یترکه الاعلام فی المجتمعات لا من خلال الحدث و مضمونه(و هناک دراسات فی هذا المجال تحاول الفصل بین الحدث الاعلامی و الحدث التاریخی)57لقد کانت الثورة الایرانیة کثورة تظهر فی وسائل الاتصال الجماهیری فی الولایات المتحدة الامیرکیة من خلال ما هو غریب و هذا الغریب و سم بسمة «اسلام»58لا تاریخ له«و لم یکن لایران بوصفها مجتمعا معاصرا یجتاز تغیرا استثنائیا لأهمیة غیر أثر قلیل فی الصحافة الغربیة عموما.
فان صناعة العقول و المعرفة الجماهیریة و الأخلاق لم تکن ولیدة الرسالة و الحرف و الصورة فقط-خاصة و أن الکلمة کانت من أعظم الابداعات الانسانیة التی نقلت الفکر83و عززت من اسطورة الانسان الإله-بل ان السلع أیضا کعین و کرسالة تسوق فی قنوات وسائل الاتصال کانت تساهم فی الهیمنة علی العقل الجمعی فی مختلف الجماعات و تخلق منظومة جدیدة من القیم من خلال تعزیز أسطورة الفردیة و مجتمع الاستهلاک."